آخر تحديث: 20 / 7 / 2025م - 1:27 م

كيف ننال الفيض والكرم الإلهي في ليلة القدر؟.. الشيخ العايش يشرح

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الأحساء

دعا الشيخ حسين العايش إلى ضرورة ”تهيئة النفس“ لتلقي الفيض والكرم الإلهي، في ليلة القدر، معلقا بقوله: نحتاج تأهيل النفس للوصول إلى أعلى الدرجات في التقوى، والتواضع، وعمل الخير، وإظهار العوز والحاجة والفقر إلى الله والتي تؤثر في قبول وتلقي هذا الفيض.

وأوضح ”العايش“ في محاضرته الثانية حول خصائص شهر رمضان، بجامع الإمام علي أن الكرم الإلهي هذا الشهر وليلة القدر يناله الجميع، ولكن الأمر يتعلق بالأهلية لتلقي الفيض، وإلى موازين ترجع للحكمة الإلهية.

وتطرق إلى رواية الامام الصادق والتي يدعو فيها إلى ”إجهاد النفس“ وبذل الجهد، عند دخول الشهر الكريم لخصائص معينة فيه، وتلقي الفيض الأكمل في ليلة القدر.

وشرح أن المعادلة لا تقتصر على تأدية العبادات كما يظن البعض، وإذا أردنا التعبير قد لا يتجاوز أثرها 20%، ولكن الدخل الأكبر يعود للاهتمام بالعلم، وتحسين الأخلاق، من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم القيامة".

وتابع قائلا: قد يصلي الشخص ألف ركعة في رمضان، ولكنه من العاقين، ولديه قطيعة رحم، ومشاحنة، فلا يشمله الفيض الإلهي، ممثلاً بأنه قد تتأزم علاقة شخص بصديقه قبل رمضان، فيحتاج إلى شيء من إجهاد النفس والاعتذار للمسيء، لتلقي الفيض الإلهي ”وخيرهم الذي يبدأ بالسلام“.

وبين أن الأمر يعود إلى معادلات إلهية وأسرار عظيمة قد لا ندركها، والعافين عن الناس فقد يكونوا أساءوا إليك، ولكن أنت أيضاً كم مرة خرقت القانون الإلهي، وها أنت تمد يد الضراعة بين يديه راغباً في رحمته، موضحاً أن ”العفو، والإحسان للغير، وصلة الرحم، من التأهيل للنفس“.

وأشار إلى أن إجهاد النفس في هذا الشهر يعود بحسب الرواية إلى ”تقسيم الأرزاق“، وهو ما أومأت إليه سورة الدخان قوله تعالى: ”فيها يفرق كل أمر حكيم“، أي كل الأمور المحكمة والرزق الوافر يكتسبه الإنسان في هذا الشهر، وخصوصا ليلة القدر.

وبين أن ”الآجال“ تكتب في هذا الشهر، والكل يتمنى طول العمر في طاعة الله، لنيل المراتب الأعلى في الآخرة، حيث أن عوالم الغيب لها ارتباط وثيق بتلقي الفيوضات في عالم الشهود، مشيراً إلى مقولة الإمام علي : ”جلوسي في المسجد خير من جلوسي في الجنة“.

وأوضح أن التوفيق الإلهي للطاعات تجر إلى أخرى مثلها أو أعلى منها، حيث إن الدعاء في هذا الشهر مستجاب ومنه الدعاء بطلب التوفيق للحج وفيه يكتب وفد الحاج الذين يفدون إليه.

ولفت إلى أن هناك طاعات لها نسبة أعلى من غيرها في تلقي الفيوضات، والتوفيق لعمل خير كبير وعظيم، ومنها بر الوالدين فيوفق بفضلها لصلة الرحم والصدقة.

واختتم بأن تلك الأعمال والتأهيل له ارتباط وثيق في الحصول على الدرجة الأكمل والأتم والأعظم من الفيض الإلهي في ليلة القدر أي التوفيق لأعمال طيبة صالحة ومقبولة، والتي بدورها تجر إلى أعمال طيبة أخرى.