الدكتور المصطفى: عقاقير بناء العضلات «جريمة».. و60% من السعوديين مصابين ب «الضغط»

حذر الأمين العام للرابطة العالمية لضغط الدم د. بدر المصطفى، من تناول المواد المنتشرة في النوادي الرياضية، التي تمارس جرائم - بحسب وصفه -، من خلال إعطاء أدوية دون تصريح، وبعضها تشترى من السوق السوداء، على أشكال أقراص وحقن.
وأوضح أن ترويج تلك الأدوية يكون بواسطة المدربين بهدف بناء العضلات، إلا أنها تدمر بعض الأجزاء في الجسم، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يتناولون المكملات الرياضية يصابون بالعقم، بالإضافة للإصابة بالالتهابات والتليف الكبدي.
وأكد انتشار الإصابات بمرض ضغط الدم في المملكة بشكل كبير، وتبلغ ”1 - 6“ مصابين لكل 10 اشخاص بالغين، حيث يوجد مصاب واحد لكل عشرة شخاص في الفئات العمرية بين 18 -20 عامًا، بينما يرتفع عدد الإصابات في الفئات العمرية بين 60 - 70 عاما لتصل إلى 7 - 8 إصابات لكل 10 أشخاص بالمملكة.
وأوضح خلال السحور الثقافي في ديوانية عبدالشهيد السني بجزيرة تاروت الذي أقيم مساء امس بحضور عدد من المهتمين بالشأن الاجتماعي بالمنطقة الشرقية.
وقال أن ارتفاع الكوليسترول في الدم أكثر انتشارًا من أمراض الضغط والسكر، بحيث تصل نسبة الإصابات في بعض مناطق المملكة إلى 8 إصابات من كل 10 أشخاص في الفئات العمرية المتوسطة ”30 -40“ عاما.
وأضاف أن الأمراض المزمنة هي العلل التي لا يوجد لها علاجات ناجعة بمرور أكثر من 6 أشهر، وأن خطورة مرض ضغط الدم تكمن في التسبب بالوفاة، حيث يؤدي إلى الإصابة بالجلطات الدماغية.
وتابع أن الموت المبكر للمصاب بضغط الدم يتسبب في بعض الأعباء الأسرية والاجتماعية، وأن تجاهل تنظيم السكر لدى المصاب يتسبب في الإصابة بالعمى في سن مبكرة، بالإضافة إلى تأثر شرايين الإقدام، ما يضطر الأطباء إلى البتر.
وذكر أن تكاليف العلاج الظاهري لمرض ضغط الدم ”زيارة الطب وصرف الأدوية“، تصل إلى 20 الف ريال سنويًا، فيما تتضاعف التكاليف الحقيقية لمرض ضغط الدم 4 مرات تقريبًا، مشددًا على ضرورة مواصلة المرضى لمتابعة العلاج.
وقال: إن إهمال اكتشاف مرض الضرر الكلوي مبكرًا، يؤدي للإصابة بالفشل الكلوي، مما يعني المداومة على غسيل الكلى بمعدل 3 أيام أسبوعيًا في المستشفى، موضحًا أن تكاليف غسيل الكلى تتكلف مئات الألوف من الريالات سنويًا للمريض الواحد.
وانتقد في الوقت نفسه اهمال اكتشاف العلاج المبكر لمرض الضرر الكلوي، مما يسهم في خفض تكاليف العلاج على الدولة والمرضى انفسهم، لافتا إلى ان اجراء الفحوصات المبكرة لسرطان القولون يقود للاكتشاف المبكر، بخلاف الاكتشاف المرحلة الرابعة من المرض.
واكد، ان الكشف المبكر عن الامراض المزمنة متوافرة في المراكز الصحية العامة والخاصة، حيث يوجد برامج شبه متكاملة لبعض أنواع السرطان مثل القولون والثدي والبروستات، حيث يتعامل مع الحالات الإيجابية خلال 7 أيام فقط.
ودعا إلى تغيير مفاهيم النظام الصحي العام، بحيث لا يكون انفعاليًا في التعامل مع الأمراض المزمنة، وإنما يكون سباقًا ووقائيًا من المشاكل الصحية المزمنة، ما يسهم في تفاديها بشكل كبير، لافتًا إلى وجود الكثير من التجارب العالمية والوطنية للاقتداء بها.
وأكد النظام الغذائي المتبع في المنازل يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة، داعيا لاتباع النظام الغذائي الصحي للحفاظ على أفراد الأسرة.
وطالب بضرورة وضع الآليات المناسبة لمساعدة المرضى على المتابعة، واتباع النظام الغذائي الصحي، مبينًا أن النظام الغذائي يشمل نوعية الأكل والحركة، وأن مستوى الهدر في الغذاء بالمملكة، يعتبر من أعلى المستويات العالمية.
وتساءل عن الآليات المناسبة لتجنب الأعباء الاجتماعية الناجمة عن انتشار الأمراض المزمنة، وأن التخفيف من تلك الأعباء يعتمد على تحمل المسؤولية من 4 أطراف ”المريض - الأسرة - المجتمع - الوطن“، حيث يتحمل الوطن مسؤولية إنشاء النظام الصحي يمتاز بالرقابة والكفاءة، وإدارة المنظومة الصحية بأقل التكاليف الممكنة.
وبيّن أن كفاءة النظام الصحي مرتبطة بوجود تخاطب ”بيني“، وأن المنظومة الصحية الجديدة طموحة للغاية، حيث ستؤتي ثمارها بعد عدة عقود من الزمن.
وذكر أن الدراسات تشير لارتفاع ضغط الدم أثناء قيادة المركبات على الطرق السريعة، وأن المنظومة الاجتماعية تتساهل في إدارة الأوقات خلال الذهاب إلى المواعيد والأعمال، مما يزيد من الهموم على الصحة.
وقال: إن الجمعيات العلمية لا توصي بتناول أقراض النحافة بالنسبة لأصحاب البدانة غير المرضية، وأن البدانة ليست السبب الحقيقي وراء الإصابة بالمرض المزمن، فهناك العديد من الأسباب الأخرى.
وشدد على وضع برنامج لتنظيم النظام الغذائي عوضا من اللجوء إلى الادوية، مبديا تحفظه على العديد من التوصيات الصادرة من المنتديات العالمية، مرجعا ذلك إلى دور شركات الادوية العالمية في إدارة تلك المنتديات، محذرا من تناول الادوية الجديدة التي تروجها شركات الادوية في العلاج.
وأشار إلى ان زيادة قليلة من الملح في بعض المجتمعات ترفع من احتمالية الإصابة بالجلطات الدماغية، فيما تقليل نسبة الملح في الأطعمة تقلل من الإصابة بالجلطات الدماغية وفقا للدراسات.
وأضاف، ان نتائج تلك الدراسات دفعت لدراسة وجبات الأطفال في المطاعم السريعة المنتشرة على المستوى العالمي، مؤكدا، ان الدراسات الميدانية على تلك المطاعم السريعة كشفت ارتفاع مستوى الملح في الوجبات التي تقدمها.