آخر تحديث: 19 / 7 / 2025م - 2:51 م

أحدية «صهيل الكلام» تناقش طرائق النقد وتأملات صناعة المحتوى الأدبي

جهات الإخبارية نوال الجارودي - القطيف

تناولت أحدية ”صهيل الكلام“ في جلستها التاسعة والستين، مناقشات وتساؤلات حول صناعة المحتوى الأدبي، بحضور عدد من الشعراء والمنسوبين والمهتمين.

واستهل الشاعر علي الشيخ اللقاء عبر تساؤلات عن أدوات القراءة النقدية المثلى، وكيفية تطبيق التذوق النقدي على النص، متطرقا إلى أهمية المشروع النقدي وتفاعلاته، فيما استشهد فيها بقول الشاعر ياسر آل غريب:

كيف الوصول إلى القصيدة يا ترى

من بعد ما اشتجر الأمامُ مع الورا

منْ فرط ما كثرت دهاليزُ الرؤى

حتى فقدنا للحقيقة.. معبرا

واستفتح الشاعر محمد آل شيف بمقدمة تعريفية للنقد وأنه كما عرفه العرب كشف للنص بين ما هو رديء وصالح وبين ما هو جميل يحقق النصية الشعرية وبين ما لا ينهض لمستوى الشعر وعرج بعدها لتطور النقد وصولا للبنيوية والتفكيكية ومدارس الحداثة وما بعدها وصولاللناقد الارجنتيني بيتر في جامعة هارفرد الذي عرف النقد الأدبي بأنه إما رديء أو جميل وفي تجربته الشخصية يرى أن الحدود النقديةتكمن في فاعلية الأدوات عند كاتب النص وناقده على السواء.

وداخل الشاعر رائد أنيس الجشي مضيفا إن امتلاك الأدوات النقدية هو الفاعل الأكبر في العملية النقدية وأن الرجوع إلى المعطيات السبعةأو الرؤى السبع من أيام افلاطون وأرسطو وصولا للعرب وليس انتهاء بهم تعدّ ركيزة العمل النقدي لأن فاقد هذه العوامل المعرفية النقدية لا يعطي رؤية نقدية ناهضة ومفعلة للأدوات الإشتغال النقدي.

وقال الشاعر عبد الغفور الدهان إنه يفهم النقد هو قراءة فاحصة للنص بينما علق محمد أبو عبد الله بأنه يستأنس برأي النقد ولكنه لا يمارسه على نصوص الآخرين ولكنه استفاد كثيرا ممن قرؤوا في تجربته وكشفوا له خفايا نصية لم يكن منتبها لها سابقا.

وقال حسن آل حمادة أن الأمر على اتجاهين محب للعملية النقدية ونافر منها والثالث لا يستوعب العملية النقدية بين ما هوانطباعي وقراءة نقدية متينة وخلال تداولات لاحظ الخلط الكثير والتحسس المفرط من القراءات النقدية لعدم تثاقف الوسط القارئ معها.

ثم تحدث الشاعر ياسر آل غريب عن مشروعية النقد وأهميته وتجربته في ممارسته ومن النقاد الذين استفاد منهم ومن التحولات التي طرأت على النقد والذي ساهم في تبلور القدرة في أن يكون له تشخيصه الخاص وقرائته الثقافية للنصوص ومستشهدا بكتاب النسق الثقافي فيتحفيز التفكير النقدي.

وتحدث الشاعر فوزي الدهان عن النقد في الثمانينات لا يعول عليه إن لم يكن الناقد أكاديمي متخصص بينما الآن نرى نقادا بارعين دونتخصص ويديرون العملية النقدية باقتدار وهذا في ظني أن المنهج الدراسي يؤدي لبحوث دراسية بينما النقد عملية تفاعلية مع النص.

وتطرق الشاعر فريد النمر إلى تحولات النص وتعريفه بعبارة الإمام علي أن الناقد بصير أي عارف وخبير فيما ينقده ومن بعدها عرجعلى المذاهب النقدية التي عبرت مسافات معرفية جمة وصولا للورن بارت في كتابه لذة النص الذي انتج فهما لقراءة جمالية تضعك في السياق، إلا إن مناهج النقد ليست مسطرة قياسية بالمفهوم الحرفي لتطور النسق ونمو المفهوم وانزياح الدلالة والذي وصل فيها النقد للنقد السيميائي وللسيمياطيقيا النص وغيرها من الإضاءات النصية الكاشفة للنص منطيقيا وفلسفيا في آن واحد متخذة من الإحساس والخيال قدرا معلوما للاشتغال الداخلي للنص والخروج به نحو أفقه.

وأضاف النمر: أما المبدع أو المتوسط الإبداع أو الرديء إلا أنه بين أن علاقتنا بالنص كنقاد يجب أن تكون في رؤيتنا حسب من نتبناه منكتابة شعرية فقراءة النصوص تعتمد على قدرات كتابها ولذلك على الناقد قراءة النص وفق قدرة النص في تعاطيه الدلالي والمعادلالموضوعي والبنية المفرزة للمعنى والإشارة للنص حسب دراجاته المبرزة في الكلاسيكية أو الحديث أو العبقري في علو امكاناته النصيةوثقافته الخاصة وتناصاته المعرفية.

وأبدى بعدها الشاعر هادي رسول رأيه الذي يتبنى رأي الدكتور العلاق إن النقد موهبة خاصة كالشعر ولا يمكن لمن ليس لديه هذه الموهبة إشعالها من فراغ وأن النقد عملية إحساس بالنص تعمل عليه أدوات اللغة وثقافتها النصية ومدى ما يقدمه النص من إتساع يشكل الحدثالمعرفي في أبهى صوره الإبداعية وتفعيل المكاشفة النصية والتي للأسف ليس لها أرضية ثقافية للقبول بها حتى لو قدمت على شكلملاحظات حول النصوص سواءً كانت فنية أو جمالية.

فقد عرف الشاعر محمد آل قرين النقد من خلال بيتين للمتنبي أردفهما بمفهوم اللسانيات النصية في لغتها الجيدة وما تنتجه من جودة قرائية نقدية مساوقة ومتسقة أو رديئة مع ذات النص من حيث المتانة والهشاشة في الذات الشاعرة والمبنى النصي وعرج على النظريات السيسلوجية والنفسية لقدرة الشاعرة في تعريف النص عند الناقد غير مكترث بطول القراءة النقدية أو قصرها مادامت اللغة ماتعة ومحفزة.

وأكمل آل قرين: أنه على عكس اللغة المقعرة والمعقدة لذلك ينصح بالدمج بين الإسلوبين في التعاطي النقدي بينما هو منهجي في تنقيطالإشارات ورؤيوي في فحص النص وتحولاته الإبداعية واللغوية والثقافية وما ينتجه من شراهة عالية للمفهوم المفضي للجمال الإنساني الذيهو هدف النقد لبلوغه المعرفي والروحي للشعري بعيدا عن الأدلجة والحكم المسبق دون الإطلاع على ركائزه الناهضة.

ثم تحول السؤال النقدي لقصيدة النثر إلا إن تعاطى البعض معها على أنها جنس مختلف عن الشعر والبعض أدرجها في حضيرة الشعرالمكثف إلا إن معيار النقد اللغوي والجمالي يتسق معها في المفهوم النقدي ولا يحاكمها من حيث الوزن إلا من خلال احساسنا بالنص فيشاعريته كلغة متجاوزة تفضي إلى الشعر بجنسه النثري.

وفي ختام اللقاء تبادل الحضورعناوين مقتنيات معرض الكتاب من كتب جديدة والإنطباع الجميل الذي خلفه المعرض من تنوع ونشاطات مصاحبةتواكب الرؤية لعام الشعر العربي 2023 م والذي هو طموح الأدباء والشعراء والكتاب.