آخر تحديث: 20 / 7 / 2025م - 1:23 م

من درعية القطيف.. باكورة الدولة السعودية تنطلق قبل 6 قرون

جهات الإخبارية

قبل نحو 6 قرون، في شرق الجزيرة العربية، كانت درعية القطيف موطن الأجداد القدماء، تحمل بين طياتها عراقة المملكة السعودية، وعبق التاريخ المجيد، وأطلال الماضي السحيق.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حكى في مقطع فيديو متداول، قصة الدرعية الأولى قرب محافظة القطيف الحالية بالمنطقة الشرقية، قائلا: في عام 850 هـ، عندما رحل مانع المريدي من بلدته الدرعية بالمنطقة الشرقية، بدعوة من ابن عمه ابن درع في الرياض، حيث اقطعه غصيبة والمليبيد، في الدرعية في وادي حنيفة، وسميت بالدرعية على مانع المريدي أمير الدروع، ومن هنا جاءت اسم الدرعية، وهي بلدة قرب القطيف”.

فالدرعية الأولى تبعد عن الدمام بنحو 40 كيلو مترا، وهي بلدة أخرى غير درعية الرياض، وقد استوطنها مانع المريدي الجد الثاني عشر للملك عبد العزيز، قبل نحو 592 سنة، فهي تقع جنوب غرب القطيف، وتبلغ مساحتها نحو 14 مليون كيلو متر مربع، غير أن الكثبان الرميلية قد غطت مساحة كبيرة منها، بينما اُكتشف حاليا 14 موقعا أثيرا يدل على عراقة الدولة السعودية في درعيتها الأولى.

من هو مانع المريدي 1400 - 1463؟

هو مؤسس إمارة الدرعية الأولى، يرجع نسبه إلى الدروع في القطيف من بني حنيفة من بكر بن وائل من بني أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان نسبا، وهو أقدم من يذكرهم التاريخ من أجداد أسرة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية، ثم صار بينه وبين ابن عمه ابن درع رئيس حجر اليمامة مراسلة؛ فاستدعاه من القطيف، وقلده أرض المليبيد وغصيبة المعروفتان في الدرعية فاستقر فيهما، وفقا لكتاب «عنوان المجد في تاريخ نجد» الجزء الثاني تأليف عبد الله بن عثمان بن بشير.

أسباب هجرة مانع المريدي

تقول أستاذ قسم التاريخ في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الدكتورة جملاء المري: كان وجود مانع المريدي وقومه في هذه المنطقة يعود إلى هجرات حدثت من وسط شبه الجزيرة العربية، قام بها فرع من بني حنيفة بعد تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمامة”.

وأوضحت «د. المري» في خلال مقابلة مع قناة الإخبارية أن المؤرخين اختلفوا حول أسباب رحيل مانع المريدي من الدرعية الأولى إلى ابن عمه ابن درع في وادي حنيفة، مشيرة إلى أن بعضهم رأى إن الأسباب كانت اقتصادية، وهذا احتمال ضعيف، لأنه من المعروف أن اقتصاد شرق الجزيرة العربية كثيراً ما جذب المهاجرين إليه، وقد تكون هذه الأسباب الاقتصادية ناتجة عن ضغوط سياسية من جانب الدولة الجبرية التي كانت تحكم شرق الجزيرة العربية حينذاك”.

وكشفت أن الأسباب ربما ترجع إلى دوافع بيئية وهي أن المريدي وقومه كرهوا المنطقة، بسبب الرمال التي بدأت تغزو المنطقة، أو أسباب صحية حيث استوبؤها وأنهكتهم حماها، وهناك احتمال آخر قد تكون لرغبة ابن درع في التقوي بابن عمه المريدي وأسرته في منطقة العارض، لذلك استقر الدرعية، وأصبح رئيسًا لقومه، فأصبحت الدرعية إمارة يتوارثها مانع وأبناءه وأحفاده، إلى قيام الدولة السعودية التي تكونت من هذه الإمارة، وانطلقت منها لتوحيد نجد والمناطق الأخرى من شبه الجزيرة العربية، حتى أصبحت الدرعية عاصمة الدولة السعودية،

وتأسست الدولة السعودية الأولى بعد الاتفاق الشهير بين الإمامين محمد بن سعود، ومحمد بن عبدالوهاب، بعد 3 قرون هجرة مانع المريدي من درعية القطيف إلى درعية نجد.