آخر تحديث: 23 / 9 / 2025م - 12:49 ص

الكاكاو.. أمل جديد في مواجهة التهابات الشيخوخة الصحية

جهات الإخبارية

كشفت دراسة علمية حديثة أن تناول مكملات مستخلص الكاكاو يوميًا قد يساهم بفعالية في تقليل أحد المؤشرات الحيوية الرئيسية للالتهاب لدى كبار السن، مما يفتح آفاقًا جديدة للوقاية من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية.

وأظهرت النتائج، التي توصل إليها باحثون في مستشفى بريغهام والنساء المرموق والتابع لجامعة هارفارد، أن المشاركين الذين تناولوا 500 ملليغرام من مستخلص الكاكاو يوميًا على مدار عامين، شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات ”البروتين التفاعلي سي عالي الحساسية“ ”hs-CRP“، وهو مؤشر التهابي حيوي يرتبط تزايده بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأفادت الدراسة، التي نُشرت تفاصيلها في مجلة ”الشيخوخة والتقدّم في السن“ ”Age and Ageing“، بأن هذا الانخفاض بلغ معدل 8% سنويًا.

ولم يقتصر التأثير الإيجابي على ذلك، بل امتد ليشمل تعزيزًا للمناعة، حيث ارتفعت مستويات بروتين ”الإنترفيرون - غاما“ المناعي بنسبة 7%، مما يشير إلى دور داعم للجهاز المناعي.

وأوضح الدكتور هوارد سيسو، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن ”البروتين التفاعلي سي“ يُعد من أكثر المؤشرات الحيوية استجابةً للتغيرات في نمط الحياة والتدخلات العلاجية، معتبرًا أن هذه النتائج تمهد الطريق لإجراء المزيد من الأبحاث المستقبلية لاستكشاف هذه الفوائد بشكل أعمق.

وعلى الرغم من أن التأثيرات لم تشمل جميع مؤشرات الالتهاب الأخرى التي خضعت للدراسة، لاحظ الباحثون أن النتائج كانت أكثر وضوحًا وتأثيرًا لدى المشاركين الذين كانوا يعانون أساسًا من مستويات التهاب مرتفعة في بداية التجربة، مما يعزز من أهمية هذه المكملات لتلك الفئة تحديدًا.

وفي تعليقه على هذه النتائج، وصف الدكتور راج داسغوبتا، وهو استشاري طبي متخصص في أمراض القلب والرئة، المخرجات بأنها واعدة، لكنه أكد على ضرورة عدم اعتبار مكملات الكاكاو بديلًا عن نمط الحياة الصحي المتكامل.

وشدد على أنها يمكن أن تكون عنصرًا مساعدًا ضمن استراتيجية وقائية أشمل، ترتكز على التغذية السليمة، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد.

ونبّه الدكتور داسغوبتا إلى أن الكاكاو يحتوي على مركبات قد يكون لها تأثير منبه على الجهاز العصبي، مما يستدعي ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء في تناولها، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية من الكافيين أو يتناولون أدوية معينة قد تتفاعل مع هذه المركبات.

وتكتسب هذه الدراسة أهميتها في ظل التوقعات الديموغرافية، حيث تشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنه بحلول عام 2060، سيبلغ شخص واحد من كل أربعة أشخاص في المجتمع عمر 65 عامًا أو أكثر، وهو ما يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لإيجاد حلول وقائية مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية المصاحبة للشيخوخة.