آخر تحديث: 23 / 9 / 2025م - 12:49 ص

”سيد الخواتم“.. كوكب زحل يصل لأقرب نقطة من الأرض الليلة

جهات الإخبارية زهير الغزال - الأحساء

تشهد سماء المملكة والمنطقة العربية مساء اليوم، الأحد 21 سبتمبر 2025، مشهداً فلكياً استثنائياً، حيث يصل كوكب زحل، ”سيد الخواتم“، إلى وضع ”التقابل“، ليكون في أقرب نقطة له من الأرض وأكثر أوقات العام سطوعاً ولمعاناً.

وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زهرة، أن هذه الظاهرة تمثل فرصة مثالية لرصد الكوكب وحلقاته الشهيرة بالعين المجردة والتلسكوبات.

وأوضح أبو زهرة أن ”التقابل“ يحدث عندما تمر الأرض بين الشمس وزحل، مما يضع الكوكب في مواجهة مباشرة مع الشمس في سمائنا.

وفي هذه الحالة، يكون قرص زحل مضاءً بالكامل بنسبة 100%، وسيكون على مسافة تقدر بحوالي 1.28 مليار كيلومتر من الأرض، مما يجعله يظهر بقطر ظاهري أكبر بنسبة 39% وأكثر سطوعاً بمقدار 1.7 درجة مقارنة ببقية فترات العام.

وعن كيفية رصده، أفاد المهندس أبو زهرة بأن زحل سيشرق من الأفق الشرقي بعد غروب شمس اليوم مباشرة، وسيظل مرئياً طوال الليل كنقطة ذهبية لامعة، ليصل إلى أعلى نقطة له في قبة السماء عند منتصف الليل تقريباً، قبل أن يغرب في اتجاه الجنوب الغربي مع بزوغ الفجر وشروق شمس يوم غدٍ الاثنين.

ولفت إلى أن هواة الفلك وأصحاب التلسكوبات على موعد مع تفاصيل أكثر جمالاً، فعند استخدام تلسكوب متوسط الحجم، ستظهر حلقات زحل نحيلة بعض الشيء بميل يبلغ 3.7 درجة.

وقال رغم صعوبة رؤية ”فاصل كاسيني“ بوضوح، إلا أن لمعان الحلقات سيزداد بشكل لافت لبضعة أيام بفضل ظاهرة ”تأثير سيليجر“، التي تحدث نتيجة انعكاس أشعة الشمس بشكل مباشر على جسيمات الجليد التي تتكون منها الحلقات، كما يمكن رصد عدد من أقماره الكبيرة كنقاط ضوئية حوله.

وبيّن أبو زهرة أن هذه الظاهرة الفلكية تقتصر على الكواكب الخارجية في نظامنا الشمسي ”المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون“، بينما لا تحدث للكواكب الداخلية ”عطارد والزهرة“.

ورغم أن فرصة الرصد المميزة تبلغ ذروتها الليلة، إلا أنها ستستمر لعدة أشهر قادمة خلال ساعات المساء.

واختتم حديثه بأن زحل، وهو سادس كواكب المجموعة الشمسية وأبعد كوكب يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة، يعد عالماً استثنائياً بنظام حلقاته المذهل المكون من مليارات القطع الجليدية، وأقماره التي تتجاوز الثمانين.

ويمثل هذا الحدث الفلكي دعوة مفتوحة للجميع لاكتشاف جمال النظام الشمسي والتأمل في عظمة السماء وما تحويه من عجائب.