آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 12:09 ص

الأستاذ طاهر العيثان.. منارة في التربية وعنوانٌ للعطاء الاجتماعي والإنساني

المقدمة: المعلم والمربي طاهر محمد العيثان: رسالة تعليم ورسالة عطاء

في مسيرة الشعوب، هناك أسماء تبقى منارات مضيئة، تُسجَّل في ذاكرة الناس بحروف من ذهب؛ لأنها لم تعش لنفسها وحدها، بل حملت على عاتقها همّ المجتمع، وسعت بجد وإخلاص لبناء الإنسان والمؤسسة معًا.

من هؤلاء الرجال، يبرز اسم الأستاذ طاهر محمد العيثان، الذي جمع بين رسالته التعليمية في المدرسة، وريادته للنشاط الطلابي، وجهوده المتواصلة في مجال العمل الاجتماعي والمؤسسي من خلال نادي العدالة، وجمعية الحليلة الخيرية، ولجنة المتابعة الأهلية.

الأستاذ طاهر العيثان، شكّل نموذجًا متفردًا في التضحية والإيثار، وترك بصمة إنسانية واجتماعية عميقة في مجتمعه المحلي، من خلال دوره الرائد في جمعية الحليلة الخيرية، ونادي العدالة، ولجنة المتابعة الأهلية.

إنه شخصية تُجسد معنى البذل والإخلاص، ونموذجًا للمعلم الناجح، والقائد الاجتماعي الحكيم.

إن الحديث عن الأستاذ العيثان ليس مجرد استذكار لسيرة شخصية، بل هو وقوف أمام تجربة عملية ثرية، فيها الكثير من الدروس الملهمة، والقيم التي تستحق أن تُروى وتُقتدى.

البدايات والانطباع الأول:

حين يلتقي الإنسان شخصية استثنائية، يظل الانطباع الأول محفورًا في الذاكرة. هكذا كان لقائي مع الأستاذ طاهر محمد العيثان «أبو عبد الإله»، الذي ترك منذ اللحظة الأولى أثرًا عميقًا في نفسي. لم يكن مجرد وجه عابر في مجالس المجتمع، بل كان شخصية آسرة تجمع بين الهيبة والبساطة، بين الجدية والابتسامة، وبين الحزم والمودة.

من عرف الأستاذ طاهر العيثان عن قرب، يدرك أنه شخصية لا تتكرر بسهولة. هو الإنسان الذي يجمع بين العقل والحكمة، بين الحزم واللين، بين الجدّ والابتسامة. يزرع الأمل في النفوس، ويترك أثرًا في القلوب، ويجعل من حوله يؤمنون أن التربية ليست كلماتٍ تُلقى، بل سلوكًا يُعاش ويُترجم إلى واقع.

كإنسان، أراه رجلًا صادقًا في مشاعره، وفيًا في صداقاته، متفانيًا في عمله. لا يعرف الكبر طريقًا إلى قلبه، بل يعيش متواضعًا قريبًا من الجميع. حين تجلس معه تشعر أنك أمام أخ حميم، وحين تراه في الميدان تدرك أنك أمام قائد متمرس.

علاقة شخصية وإنسانية:

عرفت أبا عبد الإله من خلال مجال العمل الاجتماعي، لكن العلاقة ما لبثت أن تحولت إلى صداقة تقوم على الودّ الصادق. كان يستقبلني بابتسامته العفوية، ويمنحني شعورًا بالثقة والارتياح. لم يكن يرى في الآخرين مجرد شركاء عمل، بل أصدقاء وأخوة، يحرص على السؤال عن أحوالهم وظروفهم، ويمد لهم يد العون في كل موقف.

المواقف التي تبقى:

الذاكرة مليئة بالمواقف التي جمعتني به. من أبرزها تلك الأيام التي كنا نعمل فيها لإنجاح إحدى المبادرات الشبابية. كنا نفتقر إلى بعض الإمكانات، لكن أبا عبد الإله لم يتركنا، بل تحرك بجد واجتهاد لتذليل العقبات، وفتح لنا الأبواب، وأثبت أن القائد الحقيقي هو من يكون حاضرًا وقت الحاجة، لا وقت الاحتفالات فقط.

أولًا: هويته التعليمية والتربوية:

عمل معلمًا لمادة العلوم، فغرس حب المعرفة والتفكير العلمي في عقول طلابه.

الأستاذ طاهر العيثان، المعلم، هو نموذج فريد للمعلم الرسالي الذي عاش للتربية، وأفنى عمره في خدمة طلابه ومجتمعه. ترك أثرًا خالدًا في النفوس، وبصمة باقية في ذاكرة الأجيال. وإذا كان للعلماء فضلهم في بناء الفكر، فإن للمعلمين أمثال أبي عبد الإله فضلهم في بناء الإنسان. سيظل اسمه علامة مضيئة في سجل التعليم والإرشاد، وقدوة تُحتذى لكل من يسلك درب التربية والعمل الاجتماعي.

دخل الأستاذ طاهر قاعات الدراسة بروح مفعمة بالإخلاص، واضعًا نصب عينيه أن رسالته الحقيقية هي بناء الإنسان قبل تلقين المعلومات. كان حريصًا على أن يفهم كل طالب درسه، يعيد الشرح بأسلوب مبسط، ويستعين بالأمثلة من الحياة اليومية، حتى يضمن وصول المعلومة بيسر وسلاسة. لم يكن يرى في التعليم عملية ”حشو للمعلومات“، بل كان يعتبره عملية بناء متكاملة، يُنَمَّى فيها عقل الطالب، وتُصقل شخصيته، وتُغرس القيم في وجدانه.

كان يبدأ دروسه بابتسامة وعبارة تشجيعية، ويحرص على أن يكون الجو الصفي هادئًا وملائمًا للفهم، بعيدًا عن التوتر والخوف. ولعل أجمل ما يذكره طلابه عنه أنه كان يضع نفسه في مكانهم، فيتفهم ضعفهم وصعوباتهم، ويمنحهم الدعم اللازم ليتجاوزوا العقبات.

لقد كان بحق معلمًا ملهمًا يزرع الثقة في نفوس طلابه.

وكان أبًا حانيًا لهم قبل أن يكون مربيًا ومعلمًا، وترك وراءه إرثًا تربويًا سيظل حيًا في ذاكرة المجتمع والطلاب.

لم يكن مجرد ناقل للمعلومة، بل كان مربيًا يغرس القيم، ويشكّل شخصيات الطلاب بالقدوة والأخلاق. عرف بين طلابه بالحزم الممزوج بالرحمة، والجدية الممزوجة بالابتسامة، فكان قريبًا من قلوبهم. تجسدت فيه صفات المعلم الناجح: الإخلاص، الشغف بالمهنة، القدرة على التواصل، والتحفيز المستمر.

شهادات طلابه:

لو استمعت إلى طلابه اليوم بعد سنوات طويلة، لوجدت أن معظمهم يذكرونه بكل وفاء. كثير منهم يقولون: ”كان الأستاذ طاهر سببًا في أن نحب المدرسة“، أو ”كان أول من شجعنا على مواجهة مشكلاتنا بشجاعة“، أو ”كان أستاذي في العلوم، وما زلت أذكر كيف جعلنا نحب المادة ونفكر بمنطقها، هو قدوة لا تُنسى“. وبعضهم سار على خطاه، فدخل مجال التعليم أو العمل الاجتماعي متأثرًا بشخصيته الملهمة. هذه الشهادات وحدها تكفي لتدل على حجم الأثر الذي تركه.

أثره في زملائه في المدرسة:

قال أحد زملائه: ”عرفناه معلمًا قديرًا، ورجلًا لا يعرف الكلل، همه مصلحة طلابه ومجتمعه“.

لم يقتصر عطاؤه على الطلاب، بل امتد إلى زملائه المعلمين والإداريين. كان عنصر انسجام داخل المدرسة، يقرّب بين وجهات النظر، ويخفف من حدة الخلافات، ويشجع على العمل بروح الفريق. كان صديقًا وزميلًا نبيلًا، يشارك الآخرين أفراحهم وأحزانهم، ويقف معهم في مواقفهم الصعبة، حتى أصبح اسمه مرادفًا للثقة والاحترام.

قدوة عملية:

لم يكن الأستاذ طاهر مجرد مربٍ بالكلمة، بل كان قدوة بالسلوك. التزامه بالمواعيد، احترامه لزملائه، إخلاصه في عمله، تواضعه في التعامل، كل ذلك جعل منه صورةً نموذجيةً للمعلّم الذي يُدرّس بأفعاله قبل أقواله. الطلاب كانوا يرون فيه مثالًا حيًا للأخلاق العملية، وهذا ما ترك في نفوسهم أثرًا يفوق ما يتعلمونه من الكتب والمناهج.

لقد جسّد أمامهم المعنى الحقيقي للمربي: من يغرس في تلامذته حبّ العلم، ويمنحهم الثقة، ويصقل فيهم القيم الإنسانية.

ثانيًا: الريادة في النشاط الطلابي:

خلال آخر 13 عامًا من خدمته التعليمية، تقلّد مسؤولية ريادة النشاط الطلابي، ولذا حوّل النشاط من مهمة روتينية إلى مختبر للقيم والمهارات، حيث شارك الطلاب في برامج رياضية وثقافية وعلمية. بفضل جهوده، حصلت مدرسة الحليلة المتوسطة على مراكز متقدمة على مستوى المحافظة في عدة مجالات، أبرزها:

• المسابقات العلمية.

• البرامج الثقافية والإبداعية.

• الأنشطة الرياضية والتطوعية.

كان يرى أن النشاط الطلابي هو المجال الذي يُخرّج القادة الصغار، وينمّي فيهم روح الفريق.

ثالثًا: تجربته مع نادي العدالة:

حين تولّى الأستاذ طاهر العيثان «أبو عبد الإله» رئاسة مجلس إدارة نادي العدالة، حمل على عاتقه مسؤولية كبيرة تتجاوز حدود الرياضة إلى بناء الإنسان والمجتمع. لم ينظر إلى النادي على أنه مجردُ ساحةٍ للتنافس الكروي، بل منصة لصناعة جيل واعٍ، يتمتع بالقيم الرياضية والأخلاقية.

كان يؤمن بأن الرياضة وسيلة لتربية الشباب على الانضباط، والتعاون، والروح الجماعية. في عهده، توسعت أنشطة النادي، وبرز الاهتمام بالفئات السنية، حيث فتح الأبواب أمام المواهب الصاعدة، وقدم لهم الدعم اللازم ماديًّا ومعنويًّا. لم يكن غريبًا أن يشاهد الجميع نتائج عمله في تطور مستوى النادي وتقدير المجتمع لدوره.

1- مرحلة ما قبل التسجيل الرسمي:

• في البداية، تولّى الأستاذ طاهر العيثان رئاسة مجلس إدارة النادي بشكل غير رسمي.

• كانت تلك المرحلة مليئة بالتحديات، إذ لم يكن للنادي اعتراف رسمي بعد، لكن الحلم كان حيًا.

• قاد مجموعة من الشباب المؤمنين بالفكرة، ووضع معهم اللبنات الأولى لتأسيس النادي.

• عمل على تنظيم الجهود، وتوحيد الصفوف، وبناء خطة تؤهل النادي لأن يكون مؤسسة رياضية واجتماعية ذات أثر.

• بفضل المثابرة، تحقق التسجيل المبدئي للنادي، وهو إنجاز لم يكن سهلًا في تلك الظروف.

2- مرحلة التسجيل الرسمي:

• بعد سنتين أو أكثر من العمل الدؤوب، تحقق الاعتراف الرسمي، وأصبح النادي ضمن أندية المملكة التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب.

• كان هذا التحول بمثابة نقلة نوعية، إذ انتقل النادي من حلم محلي إلى مؤسسة معترف بها.

3- أول رئيس رسمي لنادي العدالة:

• بعد الاعتراف، جرت انتخابات، وتم اختيار الأستاذ طاهر العيثان أول رئيس رسمي للنادي، وهو شرف ووسام يعتز به.

• استمر في الرئاسة أربعَ سنواتٍ كاملةٍ «الفترة القانونية».

• خلال هذه الفترة:

• وضع أسس الإدارة الحديثة للنادي.

• ركز على أن النادي ليس للرياضة فقط، بل أيضًا للثقافة والشباب والعمل الاجتماعي.

• دعم الفئات السنية، وأوجد بيئة تربوية للشباب وفتح أمامهم أبوابًا للتطوير والابتكار.

• رفع اسم النادي في المحافل، ورسّخ سمعته مؤسسةً مجتمعيةً متكاملةً.

الرياضة في نظره لم تكن مجرد منافسة، بل وسيلة لبناء الإنسان وتعزيز الروح الجماعية. خلال رئاسته لنادي العدالة، حرص على أن يكون النادي ليس مجرد ساحة رياضية، بل مؤسسة ثقافية واجتماعية. غرس في نفوس اللاعبين روح الانتماء للبلد، وربط بين الرياضة كقيمة، والعطاء كمبدأ.

4- أثره في النادي والمجتمع:

تحوّل النادي في عهده إلى منصة لاكتشاف المواهب، وصار واجهة للحليلة والأحساء، ومكانًا يجتمع فيه الشباب للرياضة والثقافة معًا، وهذا رسّخ فكرة أن الرياضة وسيلة لبناء الإنسان، وليست مجرد منافسة على الألقاب.

رابعًا: مسيرته في جمعية الحليلة الخيرية:

ارتبط اسم الأستاذ طاهر العيثان بجمعية الحليلة الخيرية ارتباطًا وثيقًا، حيث أسهم في تطوير برامجها ومشاريعها.

حين تسلّم رئاسة جمعية الحليلة الخيرية، تجلّى دوره الإنساني والاجتماعي بأبهى صورة. عمل على تطوير برامج الجمعية لتشمل ليس فقط الدعم المادي للأسر المحتاجة، بل أيضًا المبادراتِ التعليمية والصحية والاجتماعية. كان يرى أن العمل الخيري مسؤولية جماعية، وكان يشجع على الشراكات مع رجال الأعمال والمتطوعين لضمان استدامة مشاريع الجمعية.

• كان يرى في العمل الخيري وسيلةً لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتقليل الفوارق، ودعم الفقراء والأيتام والأرامل.

1- البداية: عضو في لجنة العلاقات العامة:

• انضم إلى الجمعية من خلال لجنة العلاقات العامة التي أشرف عليها الشيخ حسين الكشي.

• برز نشاطه منذ البداية، حيث تميّز بحسن التواصل مع الناس، وجذب الدعم للجمعية.

2- عضو في مجلس الإدارة:

• تم انتخابه لاحقًا عضوًا في مجلس الإدارة.

• أُسندت إليه مهمة الإشراف على الروضة النموذجية التابعة للجمعية، حيث أدارها بكفاءة وحرص على تطوير خدماتها.

3- رئيس مجلس الإدارة لدورتين متتاليتين:

• بفضل جهوده وثقة الأعضاء، تم انتخابه رئيسًا لمجلس الإدارة لدورتين متتاليتين.

• خلال 13 عامًا من خدمته في الجمعية، قادها إلى:

• تحسين خدمات الدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة والأيتام.

• تطوير مشاريع التعليم والتأهيل المهني.

• تعزيز مبدأ الشفافية والمساءلة داخل الجمعية.

• توسيع شبكة الشراكات مع المتبرعين والداعمين.

4- أثره في الجمعية والمجتمع:

الأستاذ طاهر العيثان نشأ في بيئة مشبعة بالقيم والأخلاق، الأمر الذي انعكس على شخصيته الملتزمة بالمسؤولية الاجتماعية.

منذ شبابه الأول، اتجه إلى العمل التطوعي، وشارك في المبادرات الأهلية، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: خدمة الناس، وتعزيز روح التكافل، وبناء مجتمع متماسك.

• أصبحت الجمعية في فترته أكثر حيوية وفاعلية.

• اكتسبت ثقة الأهالي والمتبرعين.

• ساهمت في تحقيق استقرار اجتماعي ملحوظ في الحليلة.

• أطلق العديد من المبادرات التي ساعدت مئات الأسر، وسعى لتأمين المستلزمات الأساسية، سواء في الغذاء أو العلاج أو التعليم.

• عمل على تعزيز مفهوم الشفافية والإدارة الرشيدة داخل الجمعية، مما جعلها محل ثقة الأهالي والمتبرعين.

خامسًا: دوره في لجنة المتابعة الأهلية:

من بين الأدوار الاجتماعية التي اضطلع بها الأستاذ طاهر العيثان «أبو عبد الإله»، يبرز دوره الفاعل في لجنة المتابعة الأهلية التي تعنى بمتابعة شؤون القرية وقضاياها. لقد كان أبو عبد الإله من الأصوات الحاضرة بوعي ومسؤولية، مدركًا أن الاستقرار والتطور يبدأان من الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تمس حياة الناس اليومية.

تميّز الأستاذ العيثان برؤيته الاستراتيجية، لذلك قاد لجنة المتابعة الأهلية بروح المسؤولية.

إدارة حكيمة وحس مجتمعي:

لم يكن وجوده في اللجنة شكليًا، بل كان مؤثرًا. اتصف بالقدرة على جمع الآراء المختلفة وصياغتها في رؤية موحدة تخدم المصلحة العامة. كان يوازن بين المطالب الشعبية والقدرة التنفيذية، ويحرص على أن يصلَ صوتُ الأهالي للجهات الرسمية بلغة حضارية وموضوعية.

هذه القدرة جعلت اللجنة أكثر قوة، ورسّخت ثقة الأهالي بها، حيث كانوا يرون في الأستاذ طاهر صوتهم الأمين والمخلص.

مبادرات عملية:

بإشرافه ومتابعته، ساهمت اللجنة في تنظيم العديد من المبادرات التي تعنى بتطوير الخدمات العامة، مثل تحسين البنية التحتية، ومتابعة احتياجات المدارس والمراكز الصحية، والدفاع عن مصالح الأهالي أمام الجهات الرسمية. كان يؤمن أن العمل الأهلي ليس مجرد اجتماعات، بل مبادرات عملية على أرض الواقع.

بناء جسور مع المؤسسات:

عمل الأستاذ طاهر على مد جسور من التواصل بين اللجنة والدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية الأخرى. كان يرى أن التعاون والشراكة هما الطريق الأمثل لتحقيق الإنجازات. وبفضل حكمته وعلاقاته الواسعة، نجحت اللجنة في تجاوز كثير من العقبات، وأثمرت جهودها مشاريع خدمية حقيقية يستفيد منها أهالي البلدة.

كانت اللجنة تمثل صلةَ وصلٍ بين الأهالي والجهات الرسمية، وعمل من خلالها على حل المشكلات، وتنسيق الجهود، وتفعيل المبادرات.

• عرف عنه الحكمة في إدارة الحوارات، والقدرة على جمع الكلمة، وتوحيد الصف.

• بذلك أصبح رمزًا للثقة المجتمعية، وصوتًا صادقًا لأهالي الحليلة.

• قاد لجنة المتابعة الأهلية بروح القائد المسؤول.

• نسّق الجهود في الأزمات، وكان صوته مسموعًا لدى الجميع.

• بفضل توازنه واعتداله، أصبح محل ثقة الأهالي والمسؤولين معًا.

سادسًا: خصاله الإنسانية والأخلاقية:

الإخلاص: لم يكن يسعى لمنصب أو جاه، بل لخدمة الناس.

التواضع الجم: رغم المناصب التي تقلدها، بقي قريبًا من الناس، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم.

الغيرة على المجتمع: لم يتحمل رؤية حاجة دون أن يسعى لقضائها.

العمل بروح الفريق: جعل الآخرين شركاء في النجاح.

الوفاء للمبدأ التكويني: كان يرى أن ”الناس من الناس“، وأن خدمة الآخرين هي انعكاس للفطرة السليمة.

صدق الانتماء للبلد وأهله: اعتبر أن معرفة حق الوطن والعمل به هي جوهر المواطنة.

الغرائز النبيلة: تجلت في غيرته على الضعفاء والمحرومين، وشعوره العميق بذوي الحاجة.

الخجل من عدم العطاء: كان يخشى التقصير، فيدفعه ذلك إلى مزيد من البذل.

صديق الأصدقاء:

مع أصدقائه وزملائه، كان نموذجًا في الوفاء. يجلس مع الكبير والصغير على السواء، ويمنح كل واحد إحساسًا بقيمته. إذا تحدث أنصت بإصغاء، وإذا استُشير قدّم الرأي بحكمة. لم يكن يميل إلى الجدل العقيم، بل كان يحرص على تقريب وجهات النظر، وجعل الحوار جسرًا للتواصل لا جدارًا للخلاف.

حضوره المجتمعي:

لم يقتصر نشاطه على دائرة ضيقة، بل كان واسع الحضور في المجتمع. يشارك في المناسبات العامة، يحضر مجالس العزاء والأفراح، يقف مع المرضى والمحتاجين، ويهتم بالشباب كما يهتم بكبار السن. كان يؤمن أن المجتمع وحدة متكاملة، وأن خدمة أي فئة هي خدمة للكل.

شخصية إنسانية متوازنة:

طاهر العيثان إنسان يجمع بين صرامة الموقف ورقة القلب. حين يتعلق الأمر بالمبادئ والقيم، يكون حازمًا لا يعرف المساومة. لكنه في حياته اليومية إنسان ودود، متسامح، يزرع البهجة أينما حلّ. يمتلك قدرة عجيبة على بث التفاؤل في نفوس من حوله، ويجعلهم يثقون بأن الغد سيكون أفضل.

أثره في الأجيال:

أكثر ما يميز أبا عبد الإله اهتمامه بالجيل الجديد. كان يرى في الشباب طاقة الأمة ومستقبلها. لذلك حرص على إشراكهم في الأنشطة والفعاليات، وأعطاهم الفرصة ليتعلموا ويتحملوا المسؤولية. كثير من شباب اليوم يعترفون بأنهم تعلموا منه معنى الالتزام وروح المبادرة.

استطاع أن يكون قدوة للشباب، فحبّب إليهم العمل التطوعي، وفتح أمامهم مسارات للمشاركة. بفضل جهوده، ازدهرت روح التكافل في الحليلة، وصارت الجمعية والنادي واللجنة محاور أساسية في خدمة الناس. كان همه الدائم أن يرى الاستقرار، والسعادة، والتنمية الشاملة لأهله ومجتمعه.

سابعًا: أثره البعيد:

• أجيال من الطلاب الذين صاروا اليوم مهندسين وأطباء ومعلمين، يحملون بصمته.

• مؤسسات مجتمعية أكثر قوة وفاعلية.

• إرث من العمل التطوعي سيبقى شاهدًا لسنواتٍ قادمةٍ.

ما الذي تعنيه هذه الوقفات معه؟

• ليست مجرد إشادة، بل شهادة واعتراف جماعي بدور رجل أعطى بلا حدود.

• هي أيضًا رسالة للأجيال القادمة أن العمل الصالح يُخلّد، وأن المجتمع لا ينسى رجاله الأوفياء.

• إن الحديث عن الأستاذ العيثان هو حديث عن قيمة إنسانية متجذرة في وجدان المجتمع.

الدروس المستفادة من تجربته:

• القيمة الحقيقية للإنسان بما يقدمه للآخرين.
• القيادة ليست سلطة، بل مسؤولية وعطاء.
• العمل الجماعي أساس النجاح.
• غرس ثقافة حب العطاء الاجتماعي.

الخاتمة

إننا إذ نسلّط الضوء على مسيرة الأستاذ طاهر العيثان، فإننا نقف أمام تجربة إنسانية ثرية، عنوانها العطاء، ومحورها الإخلاص، وثمارها التنمية والوفاء.

لقد كان - وما يزال - رمزًا للمبادرة، ونموذجًا للرجل الذي اندكت شخصيته في المجتمع، فلم يعد يُعرف إلا بما يزرع من خير، وما يترك من أثر.

إن الرجال الكبار أمثاله هم الذين يصنعون تاريخ المجتمعات، ويبقون شموعًا مضيئة على دروب الخير.

الأستاذ طاهر العيثان ليس مجرد اسم في سجل التعليم أو الجمعيات، بل هو مدرسة في البذل والعطاء.

جمع بين المعلم القدير، ورائد النشاط الطلابي، وأول رئيس رسمي لنادي العدالة، ورئيس جمعية الحليلة لدورتين وقائد لجنة المتابعة الأهلية.

إنه نموذج للرجل الذي عاش لمجتمعه، فاستحق أن يُذكر بكل فخر واعتزاز.

من أفضل الفضائل اصطناع الصنائع وبث المعروف. - الإمام علي بن أبي طالب .

وهذا ما جسّده الأستاذ طاهر العيثان قولًا وعملًا.

نسأل الله تعالى أن يمده بموفور الصحة والعافية، وأن يجعل عمله في ميزان حسناته، وأن يبارك في مسيرته، ويجعلها منارة للأجيال القادمة.

استشاري طب أطفال وحساسية