تاريخ الأجداد يلهم طموح الأحفاد
في كل ركن من أركان هذا الوطن الشاسع، تروي الأرض حكاية حب لا تنضب، وقصة وفاء أسطورية بدأت مع المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. فحب الوطن ليس مجرد شعار يُردد، بل هو إيمان عميق يترسخ في القلوب، ويعمّق جذوره في أفعال الأجداد الذين سطروا بدمائهم وعرقهم تاريخاً مجيداً من الوحدة والبناء. هذا الوطن، الذي جمع شتاته بفضل الله ثم بفضل حكمة قيادته، تحوّل من صحراء مترامية إلى واحة أمن واستقرار، ومن حلم بعيد المنال إلى واقع ملموس يعج بالحياة والطموح.
عندما نتحدث عن تاريخ المملكة العربية السعودية، فإننا نستحضر جهود أئمة وملوك آل سعود، الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذا البلد وشعبه. فقبل 95 عاماً، انطلقت مسيرة التوحيد على يد الملك عبد العزيز، ليجمع شتات القبائل ويصهرها في بوتقة وطن واحد، وليضع حجر الأساس لدولة حديثة قامت على مبادئ العدل والمساواة. لم تكن المهمة سهلة، بل كانت رحلة مليئة بالصعاب والتحديات، ولكن الإيمان بالهدف الأسمى كان هو الوقود الذي دفعهم للمضي قدماً.
توالت الأجيال، كل جيل يكمل مسيرة الجيل الذي سبقه، بدءاً من الأبناء الملوك الذين واصلوا البناء والتطوير، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، مهندس رؤية 2030. لقد شهدت المملكة تحت قيادتهم تحولات جذرية، فكانت النهضة شاملة في كل المجالات:
• في الاقتصاد
تنويع مصادر الدخل، وتشجيع الاستثمار، ودعم المشروعات الضخمة مثل نيوم والبحر الأحمر.
• في التعليم
تطوير المناهج، والاهتمام بالبحث العلمي، واستقطاب الخبرات العالمية.
• في الثقافة
إثراء المشهد الثقافي والفني، والاحتفاء بالتراث الوطني، واستضافة الفعاليات العالمية.
• في التكنولوجيا
تبني التحول الرقمي، وتشجيع الابتكار، والاستثمار في التقنيات الحديثة.
اليوم، ونحن نحتفل باليوم الوطني 95، فإننا لا نحتفل فقط بتاريخ مجيد، بل نحتفل أيضاً بحاضر مشرق ومستقبل واعد. إن قصة الأجداد وتضحياتهم لم تكن مجرد دروس في التاريخ، بل هي مصدر إلهام لأحفادهم، الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية مواصلة المسيرة. فرؤية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي خارطة طريق لطموحات شعب لا يرضى إلا بالمركز الأول.
إن ما نراه اليوم من نهضة شاملة في كل المجالات هو تجسيد حي لمقولة الملك عبد العزيز الخالدة: ”إني لا أخشى على العرب من شيء، إذا كانوا يداً واحدة.“ ففي هذا اليوم، تتجدد في قلوبنا روح الانتماء والفخر، ونؤكد للعالم أجمع أن المملكة العربية السعودية ماضية في طريقها نحو المجد، وأن طموح أحفادها لا يحده شيء.