آخر تحديث: 20 / 9 / 2025م - 11:54 م

ما أحلى الستر وكتم العيوب

جمال حسن المطوع

الستر عادة محمودة، ويُعتبر من الخصال الحميدة التي لها شأن كبير في وجدان كل من يؤمن ويعتقد به، ولكننا نعيش في زمن غريب؛ ما أن نرى أو نسمع عن شخص ما قام بسلوك غير أخلاقي أو معيب حتى ينتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم، ويصبح حديث الساعة، وخاصة في المجالس العامة، تتناقله الألسن بين القيل والقال، وهناك فئة تضخّم الأمر وتزيده الكثير من التوابل المتنوعة حتى يُعطي الخبر نكهة تستدعي الإثارة والتشويق والفضول. وهذا ما لا ينبغي شرعًا وعرفًا ولا سلوكًا، لأنه يأخذ أبعادًا كثيرة وغير ممدوحة العواقب والنتائج على ناقلها ومروّجها، لما يخلقه من الفتن والتشابك الاجتماعي مما يؤدي إلى انهيار التآلف والمودة والمحبة والسلم المجتمعي. فناشره يسير عكس الاتجاه ويخلق فجوة وهوّة لا يدرك عواقبها، متناسيًا ما أمر به الله سبحانه وتعالى بالستر على الجاني وكتمان عيوبه لعلّه يتوب ويستغفر ربّه، وتكون له فرصة ليراجع نفسه بعدم العودة إلى ما قام به من فعل غير مألوف ومستحب. فالفرصة متاحة له بمراجعة أفعاله وحساباته قبل فوات الأوان.

وكما ورد عن النبي محمد ﷺ في ميزان الحكمة: «أن من ستر مؤمنًا في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة».

وكما نُقل عن الإمام علي أنه قال: «لو وجدت مؤمنًا على فاحشة لسترته بثوبي».

ما أحوجنا لهذا التوجه والسمو الأخلاقي الرفيع في زمن يبحث الناس فيه عن الفضائح ويتسابقون لنشرها، وكأنهم نالوا ما يطمحون إليه ويرغبون به من الأوسمة المسمومة ليجعلوها نياشين في دنيا الوضاعة وضياع القيم واللعب على المتناقضات الآيلة للسقوط الإنساني. وقانا الله وإياكم من شرورها وابتلاءاتها، إنه نعم المولى ونعم المجيب.