رشفات من الدعاء والأمل والرجاء
هكذا هي الحياة وما تحمله من تقلبات ومفاجآت كثيرة إيجابًا وسلبًا على الواقع الإنساني، فهناك ما يسر ويرفع المعنويات إذا كانت المجريات تمر من دون ما ينغص أو يعكر الخاطر، خاصة إذا كنا نتمتع باستقرار صحي وعافية بفضل الله ومِنَنه التي أنعمها على خلقه، حيث لا حدود لها. ومن الجانب الآخر يواجه فئة منا أسقامًا وعللًا صحية ونفسية، تُقاس بمدى الصبر والقبول بها وعدم الاعتراض عليها، مع الإيمان أن ما أنزل الله من داء إلا وله دواء، وكما أشار الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وفصيح خطابه حيث قال:
﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: الآية 80]
فينبغي على هؤلاء الأخذ بالأسباب والتوجه إلى المصحات والمستشفيات لتلقي العلاج المناسب والحد من تفاقم هذه الأمراض والشفاء منها. ويجب علينا شرعًا وأخلاقًا كبشر الدعاء والتعاطف معهم بما يعانيه أصحاب هذه الأمراض المزمنة ومآسيها الموجعة، حيث تجدهم يتألمون مما أصابهم من الوهن والضعف ويعيشون العزلة والكآبة، ويضطرون بين آونة وأخرى لمراجعة الأطباء ذوي الاختصاص وتكملة علاجهم لعلهم يجدون الراحة والتخفيف من آلامهم المبرحة التي لا يطيقون بها دَرعًا. ومنهم من يتألم في صمت ويتفادون إزعاج من حولهم من الأنين والأوجاع حتى لا يخلقوا حالة من الخوف والقلق والتوتر لأقرب الناس إليهم، خاصة أولئك الذين يخضعون لجلسات طبية مكثفة لأخذ جرعات وجلسات طبية تساعدهم في الاستمرار للبقاء على قيد الحياة.
هنا تكمن العزيمة والإصرار منهم على محاربة هذه الأمراض الفتاكة متمسكين بحبل الله المتين وقوته في مواجهة هذه التداعيات المرضية والنتائج المترتبة عليها. وعلينا كمحبين مواصلة ومتابعة زيارتهم والاطمئنان عليهم بين حين وآخر لنشد من عزمهم ونؤازرهم ونعطيهم رشفات من الأمل ونزرع القوة والبأس والصبر على الآهات وتحملها، والإلحاح في الدعاء وطلب الشفاء العاجل من الله العلي القدير.