الشائعة
ماذا تعني هذه الكلمة وما لها من أثر سلبي أو إيجابي؟
كلمة ”شائعة“ في اللغة العربية قد تعني مُنتشرة أو ذائعة، أو تُستخدم للإشارة إلى خبر غير صحيح ينتشر بين الناس.
المعنى الأول: صفة الانتشار.
تعريفها: الشيء الذي ينتشر ويُعرف على نطاق واسع.
من الأمثلة على الشائعة:
”حديث شائع“: أي حديث منتشر ومعروف لدى الكثيرين.
أو ”سهم شائع“: سهم مشترك غير مقسوم، أي متاح للعامة.
المعنى الثاني: الخبر غير المثبت.
تعريفها: قصة أو بيان ينتشر بسرعة بين الناس، ولم تُثبت صحته، وقد يكون صحيحًا أو كاذبًا.
وقد حذر الله - سبحانه وتعالى - الذين ينشرون الشائعات بأن لهم عذابًا أليمًا، قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
وهذه الآية صريحة في بيانها للذين ينشرون الشائعات، وينالون من سمعة وكرامة المؤمنين، وتفشي مثل هذا السلوك في المجتمعات المحافظة والمؤمنة يخلق نوعًا من زعزعة الثقة والطمأنينة؛ لأن هذه الرذيلة تنخر في تفكيك العلاقات الاجتماعية، وتزرع التناحر بينهم، وهذا ما يصبو إليه ضعفاء الأنفس الذين اعتادوا على رمي الناس بالشائعات.
قال الإمام علي :
«ذوو العيوب يحبون إشاعة معايب الناس ليتسع لهم العذر في معايبهم».
وقال الإمام الصادق :
«من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين قال عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
وقال الإمام الكاظم
- في خطابه إلى محمد بن الفضيل -:
«يا محمد! كذّب سمعك وبصرك عن أخيك، وإن شهد عندك خمسون قسّامة وقال لك قولًا فصدّقه وكذّبهم، ولا تذيعنَّ عليه شيئًا تُشينه به، وتهدم به مروءته، فيكون من الذين قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].
وقال الإمام الصادق :
«لا تدع اليقين بالشك، والمكشوف بالخفي، ولا تحكم على ما لم تره بما يُروى لك عنه، وقد عظم الله عز وجل أمر الغِيبة وسُوء الظن بإخوانك المؤمنين».
وقال الإمام علي : «لو وجدتُ مؤمنًا على فاحشة لسترته بثوبي».
وقال رسول الله ﷺ لأمير المؤمنين : «لو رأيت رجلًا على فاحشة؟ قال: أستره.
قال: إن رأيته ثانيًا؟ قال: أستره بإزاري وردائي، إلى ثلاث مرات، فقال النبي ﷺ: لا فتى إلا علي».
وقال ﷺ: «استروا على إخوانكم».
فيجب علينا كمسلمين مؤمنين ننتمي إلى مدرسة أهل البيت دحض هذه الرذيلة، ومحاربتها في مجتمعاتنا، ومجالسنا العامة والخاصة حتى نسمو بتزكية وطهارة النفس.
ووفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه الله ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.