”عطر الشجرة الوحيدة“.. الرويعي يواجه القلق الوجودي بالشعر الحديث

أصدر الشاعر أحمد الرويعي مجموعته الشعرية الجديدة بعنوان ”عطر الشجرة الوحيدة“ عن منشورات تكوين بدولة الكويت، ليضيف إلى تجربته الشعرية منظورًا مختلفًا يمزج بين القلق الوجودي والبحث عن المثنّى، وبين العزلة التي تحوّلت إلى فضاء مفتوح لتأمل الوحدة في أقصى صورها.
ووصف الرويعي عمله الجديد بأنه محاولة لمواجهة الموت عبر الخلق الشعري المتجدد، ودعوة صريحة لإبطاء إيقاع الحياة اليومي المتسارع من أجل التوقف عند اللحظة الشعرية الخالصة.
وأشار إلى أن الشعر بالنسبة له يمثل حالة من الاستعداد الدائم والنفور الوجودي، وهو ما يتجسد في حالة الترقب التي تمكّن الشاعر من إبصار جوهر الشعر الحقيقي.
وتعكس المجموعة رؤية الشاعر للنص الشعري الحديث، حيث تظل الموسيقى والقافية حاضرة لكنها تتحرر من القيد الشكلي الصارم، لتبدو الجمل الشعرية أقرب إلى ”النثر المنظوم“.
وأوضح الرويعي أن نصوصه تعتمد على سينمائية اللحظة، فهي تُصوّر المشهد أكثر مما تقوله، وتعتمد على بلاغة الحذف أكثر من الإضافة، في تبجيل للحظات الوقوف والتأمل في الأحلام الشاردة.
ويحمل عنوان المجموعة بعداً رمزياً عميقاً، فالشجرة الوحيدة التي تتحد مع غربتها وتستوحش حتى من ظلها، ترمز إلى الذات الشاعرة في عزلتها، بينما يحاول عطرها، الذي يمثل أثر الشعر، أن يقاوم الظروف ويسافر بعيداً في رحلة بحث أبدية عن الآخر أو الحبيبة.
وتأتي هذه التجربة، التي ضمّت 22 قصيدة متنوعة بين العمودي والتفعيلة في 151 صفحة، تتخللها ومضات شعرية مكثفة، تتويجاً لمرحلة من الانعزال والتأمل عاشها الشاعر، حيث توقف عن النشر والمشاركة في الفعاليات والمسابقات.
وأكد الرويعي أن هذه النصوص موجهة لكل طبقات القراء، إيماناً منه بأن دور الشاعر هو مخاطبة الإنسان الحديث لكي يبطئ من سرعته ويؤمن بقوة اللحظة الشعرية وقدرتها على إعادة التوازن للحياة.