آخر تحديث: 20 / 9 / 2025م - 11:54 م

صحة الحامل الأيضية تمنح طفلها بداية أفضل

عدنان أحمد الحاجي * مقال مترجم

اعتناء الأم بصحتها الأيضية قبل وأثناء الحمل تمنح طفلها أفضل بداية في الحياة

Pennington Biomedical Researchers Find Metabolic Health of Pregnant Women May Matter More than Weight Gain

August 28,2025

حين يتعلق الأمر بنتائج الحمل، لا يقتصر الأمر على الوزن الذي تكتسبه الأم أثناء الحمل، بل الأهم من ذلك صحتها الأيضية العامة [نسبة سكر الدم والضغط والكوليسترول والالتهابات] - سواءً قبل الحمل أو أثناءَه. تشير بيانات دراسة حديثة، أجراها باحثون في بينينغتون بايوميديكال Pennington Biomedical في مدينة باتون روج بولاية لويزيانا الأمريكية، إلى أن النساء الحوامل المصابات بالسمنة غير الصحية من الناحية الأيضية يكنّ أيضًا أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل مقارنةً باللاتي يتمتعن بصحة أيضية جيدة. نُشرت الدراسة، المعنونة بـ ”الصحة الأيضية والنتائج المتباينة للإجراءات الصحية قبل الولادة التي يقوم بها الأطباء المختصون: تحليل ثانوي لتجربة سريرية معشاة“، في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية.

استرشدت هذه الدراسة بتجربة التدخلات في نمط الحياة للأمهات الحوامل «LIFE-Moms»، وهي اتحاد مكوَّن من 7 تجارب سريرية معشاة متعددة المراكز المستقلة ولكنها متعاونة، أُجريت في الفترة ما بين 1 نوفمبر 2012 و 31 ديسمبر 2017. وقيمت الدراسة تدخلات العلاج السلوكي المركز «IBT» قبل الولادة على زيادة الوزن أثناء الحمل GWG والمخرجات المحيطة بالولادة بين النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن والسمنة.

بناءً على نتائج ”تجربة تدخلات نمط الحياة للأمهات الحوامل“، قيّم الباحثون في هذه الدراسة تأثير تدخلات نمط الحياة قبل الولادة في زيادة الوزن أثناء الحمل لدى الأمهات اللاتي يعانين من زيادة الوزن والسمنة. في هذا التحليل، قيّم الباحثون الأمهات الحوامل اللاتي يعانين من سمنة صحية أيضية [أي لديهن سمنة ولكنها خالية من المضاعفات أو الخلل الوظيفي المرتبط بعملية الأيض]، والسمنة غير الصحية الأيضية، وهي سمنة مصحوبة بارتفاع سكر الدم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الكوليسترول [أي إذا كان لديها عاملان أو أكثر من عوامل الخطر الأيضية]. ووجدوا أن النساء اللاتي يعانين من سمنة غير صحية أيضية اكتسبن وزنًا أثناء الحمل أقل مقارنةً بأولئك اللاتي يعانين من سمنة صحية أيضية.

بغض النظر عن الفروقات في زيادة الوزن، فإن النساء المصابات بالسمنة غير الصحية الأيضية كنّ أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل، أما أطفالهن فسيصبحون أكثر عرضة لتراكم الدهون في الجسم.

”عادةً ما نركز بشدة على زيادة الوزن أثناء الحمل، لأن الزيادة المفرطة في الوزن ترتبط بمخرجات سلبية على كل من الأم والطفل،“ حسبما قالت الدكتورة إميلي فلاناغان Emily Flanagan, الباحثة ومديرة مختبر الفسيولوجيا التطورية النمائية في مركز بينينغتون بايوميديكال. لكن الجنين لا يشعر بالوزن؛ بل ينمو بناءً على ركائز أيضية «مركبات كيميائية منخرطة في العملية الأيضية»، مثل الجلوكوز والدهون، والتي تنحو إلى الارتفاع مع السمنة. هذه النتائج تنقض الافتراض السائد منذ فترة طويلة بأن إدارة زيادة الوزن أثناء الحمل كافية لوحدها. ولذا نحتاج إلى تحويل تركيزنا نحو التدخلات المبكرة التي تساعد في تنظيم مستويات الجلوكوز والدهون في المرأة الحامل لتحسين المخرجات الصحية للأم وطفلها."

مقارنةً بالمشاركات الصحيحات أيضيًّا وغير الصحيحات أيضيًّا، وجد الباحثون أن المشاركات غير الصحيحات أيضيًّا اكتسبن زيادة في الوزن أقل بنسبة 37% تقريبًا مما اكتسبت الصحيحات أيضيًّا، لكن احتمال إصابتهن بسكري الحمل كان ضعف احتمال إصابة الصحيحات أيضيًّا. من بين 400 مشاركة يعانين من السمنة خضعن للتقييم، أصيبت 24% من اللاتي يعانين من السمنة غير الصحية أيضيًّا بسكري الحمل، مقارنةً بـ 10% من اللاتي يعانين من السمنة الصحية أيضيًّا.

تفيد هذه الدراسة بأن التدخل المبكر المصمم خصيصًا لتحسين الصحة الأيضية، بدلاً من التحكم في زيادة الوزن فقط، ربما ساعد في الحد من مستوى تعرض الجنين المرتفع لفترات طويلة من الجلوكوز والدهون، وخاصة في الأمهات اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من الجلوكوز والدهون في بداية الحمل. وحين تعاني الأم من ارتفاع في مستوى السكر في الدم أو الدهون أثناء الحمل، فإن هذه العناصر الغذائية الزائدة تعبر المشيمة وتصل إلى الجنين. إذا استمر هذا لفترة طويلة، يُنتج الجنين المزيد من الأنسولين ويخزن المزيد من الدهون. قد يؤدي هذا إلى زيادة حجم الجنين قبل الولادة، ويزيد من احتمال إصابته بمشكلات صحية لاحقة، مثل داء السكري أو زيادة الوزن.