وجهة نظر
وأنا على شاطئ البحر بمدينة سيهات المحروسة، أخذتني الأفكار بعيدًا إلى ما تناولته بعض الأقلام عن حادثة غريبة، وهي تهكم أحدهم على ما شاهده في أحد دور العبادة لم يتوافق ونظرته على ما تربى عليه من اختلاف عقدي وفقهي بين المذاهب الإسلامية، حيث لكل له دليله وحجته، وهي ظاهرة صحية تثري العقيدة الإسلامية وتقرب الآراء والتوجهات ويسود الاحترام المتبادل لكل الرموز لدى الطوائف، مما يخلق الألفة وتقبل الآخر بروح سمحة من غير تجريح ولا تحقير، حتى تسود الألفة والتلاحم والترابط لتقوية شوكة الإسلام ضد أعدائه المتربصين به، ونكون صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص لا تهزه العواصف كما أمرنا الله سبحانه ورسوله ﷺ، وهذه هي أخلاق الإسلام المحمدي الأصيل الذي لا اعوجاج فيه ولا تشرذم.
بعد هذه المقدمة نعود إلى صلب الموضوع المثار الذي أخذ حيزًا لا بأس به من الانتشار، تتلاقفه مواقع التواصل عن الشاب المذكور آنفًا وما تركه من تداعيات سلوكية سلبية ما كان ينبغي له إثارتها لدى الرأي العام وما أثاره من عصبيات مذهبية وطائفية، وما زاد الطين بلةً هو قهقهته التي ليست في محلها في تحقير طائفة مسلمة هي من النسيج الاجتماعي المتجانس في واقعنا المحلي والخليجي، حيث ساهمت حكومتنا الرشيدة بسن القوانين التي ساهمت وتساهم في محاربة كل من يساهم في زعزعة السلم الأهلي تحت أي مسمى كان.
لذا ألتمسُ من المسؤولين محاسبة هذا الشخص وما خلقه من توتر مذهبي وطائفي، والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه إثارة هذه النعرات، ليسود الود والاحترام بين كل مكونات الشعب السعودي… والله الموفق.