آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:16 ص

ملتقى الصناديق العائلية يرسّخ مفهوم الحوكمة والاستدامة لمستقبل أكثر استقرارًا للعائلات السعودية

زكي الجوهر *

شهدت العاصمة الرياض يوم السبت 6 سبتمبر 2025 انعقاد ملتقى الصناديق العائلية تحت شعار «حوكمة راشدة واستدامة ممتدة» بتنظيم جمعية صلة للعمل العائلي، وبرعاية المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وسط حضور نخبة من الخبراء والمهتمين بالشأنين العائلي والاقتصادي.

أهداف الملتقى

جاء الملتقى بهدف تعزيز الوعي بأهمية الصناديق العائلية في ترسيخ الروابط الأسرية وحماية الثروات، مع إبراز التجارب الناجحة في هذا المجال، وتمكين القائمين عليها من خلال نشر ثقافة الحوكمة وتعزيز الاستدامة وإيجاد شراكات فاعلة.

مشاركة نوعية

تضمّن برنامج الملتقى جلسات نقاشية ومعرضًا مصاحبًا، بمشاركة أسماء بارزة، من أبرزهم:

• د. عائذ المبارك، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للمنشآت العائلية.

• أ. أيمن الغامدي، مدير عام الحوكمة والرقابة للمؤسسات الأهلية.

• د. علي الفوزان، رئيس مجلس إدارة غزارة للاستشارات.

• د. صالح المحيميد، رئيس مركز دراسات القيادة.

أرقام تكشف قوة المنشآت العائلية

أظهرت البيانات التي طُرحت أن المنشآت العائلية تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، إذ:

• يبلغ عدد منشآت القطاع الخاص في المملكة 1,319,303 منشآت، منها 955,572 منشأة عائلية تمثل 95% من المنشآت ذات السجلات الفعّالة.

• تتركز 69% من هذه المنشآت في ثلاث مناطق رئيسية: الرياض «29.1%»، مكة المكرمة «24.3%»، والمنطقة الشرقية «15.5%».

• من حيث الحجم، تشكل المتناهية الصغر النسبة الأكبر «89%»، تليها الصغيرة «50%»، ثم المتوسطة والكبيرة «40%».

• أما أبرز القطاعات فهي: تجارة الجملة والتجزئة «33%»، البناء «19%»، التصنيع «8%»، الإقامة والطعام «10%»، الخدمات الإدارية «8%»، وخدمات أخرى «8%».

محاور رئيسية

الحوكمة

طرح المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي معيار حوكمة الصناديق العائلية الذي يقوم على ثلاثة محاور:

• الامتثال والالتزام «70%»

• الشفافية والإفصاح «10%»

• السلامة المالية «20%»

الاستدامة المالية

قدّم د. علي الفوزان ورقة عمل بعنوان «الاستدامة المالية في الصناديق العائلية»، شدّد فيها على أن الاستدامة لا تعني فقط تنمية الإيرادات، بل إدارتها بكفاءة لتحقيق فائض يضمن استمرارية الرسالة الخيرية حتى في الظروف المتغيرة.

إعداد قيادات الصف الثاني

ناقش د. صالح المحيميد آليات إعداد جيل جديد من القادة داخل الصناديق العائلية، عبر برنامج متدرج يمتد لـ 40 أسبوعًا يجمع بين الورش العملية، والقراءة، والتجارب الميدانية، مؤكداً أن الاستثمار في القيادة لم يعد خيارًا بل ضرورة لمواكبة التحديات العالمية.

البعد الاجتماعي للصناديق العائلية

أكد الملتقى أن الصناديق العائلية ليست مجرد مظلة مالية، بل منظومة اجتماعية تهدف إلى:

• تقوية صلة الرحم.

• تعزيز التكافل والتعاون.

• دعم الشباب وتعليم الأجيال.

• تكريم المتفوقين وسد المديونيات.

• تنظيم اللقاءات الدورية للعائلة.

التوصيات

خرج الملتقى بعدد من التوصيات أبرزها:

• تشجيع ملاك المنشآت العائلية على تنظيم أعمالهم لضمان استمراريتها عبر الأجيال.

• تعزيز التكامل بين الصناديق والمنشآت العائلية لتحقيق أثر اقتصادي واجتماعي مزدوج.

• رفع كفاءة مجالس الأمناء عبر آليات اختيار ومعايير واضحة.

• الاستثمار في إعداد قيادات الصف الثاني لحماية استدامة الصناديق.

خلص الملتقى إلى أن نجاح الصناديق العائلية يقوم على ثلاثية متوازنة: الرغبة، القدرة، القيادة، وأن الحوكمة الرشيدة مع الشفافية والاستدامة هي الطريق لجعلها رافعة أساسية للاقتصاد الوطني ومصدر تماسك للعائلات السعودية عبر الأجيال.