آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:16 ص

رحيل الشاب الملا كرار العسيف… فقد موجع وخسارة مؤلمة

حسين الدخيل *

بقلوب يعتصرها الألم، فُجع أهالي القديح وجميع قرى محافظة القطيف وغيرها برحيل الشاب الخطيب الملا كرار العسيف، الذي غادر الدنيا في عمرٍ مبكّر، يوم الأحد الموافق 7/9/2025 م تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا في القلوب، وذكرى طيّبة في النفوس.

الملا كرار لم يكن شابًا عاديًا، بل كان خادمًا مخلصًا للمنبر الحسيني، بصوته الهادئ، وروحه المؤمنة، وكلماته التي طالما لامست القلوب، وأحيت النفوس. عرفه الجميع بحسن الخلق، والابتسامة الدائمة، والتواضع في التعامل مع الكبير والصغير.

ارتقى المنبر منذ شبابه، وكان يحمل حب أهل البيت في قلبه وعقله، ينشر الوعي، ويُحيي الشعائر، وكان محبوبًا من الجميع لصِدقه في الطرح وصفاء نيّته.

رحيله المفاجئ شكّل صدمة في المجتمع، وأحدث ألمًا عميقًا في قلوب كل من عرفه أو سمع صوته. فقدان الشباب دائمًا موجع، فكيف إذا كان الشاب خادمًا للدين، محبوبًا بين الناس، ومصدرًا للخير؟

برحيل الشاب الملا كرار العسيف، ودّعت القديح أحد أبنائها البررة، وخسرت منبرًا شابًا صدح بحب أهل البيت ، فترك في القلوب ألمًا، وفي الذاكرة أثرًا لا يُمحى.

وُلد المرحوم ملا كرار العسيف في بلدة القديح، وترعرع في بيتٍ ملتزم وهي عائلة العسيف الكرام المعروفين بالإيمان والتواضع والخلق الرفيع، وعرف بأخلاقه الرفيعة وتواضعه، وظهرت عليه معالم التدين والالتزام من سنٍّ مبكرةٍ.

كان محبوبًا من الجميع، هادئ الطبع، قليل الكلام، كثير الأدب، يحمل في قلبه حبًّا كبيرًا للدين وأهل البيت .

منذ نعومة أظفاره، تعلّق بالمنبر الحسيني، وتدرّج في خدمته حتى أصبح خطيبًا شابًا واعدًا، يملك صوتًا خاشعًا وأداءً صادقًا.

تميّز في قراءاته بمزج الحزن بالوعي، وشارك في العديد من المجالس في القديح وخارجها وبعض دول الخليج، وكان مثالًا للخادم المخلص للمنبر، الذي يحمل الرسالة الصادقة.

عُرف الملا كرار بتواضعه، واحترامه للناس صغيرًا وكبيرًا. لا يتأخَّر في خدمة أحد، ويشارك في الأنشطة الدينية والاجتماعية بهدوء وصمت ومحبة.

كان قريبًا من القلوب، وترك أثرًا جميلًا في نفوس كل من عرفه.

جاء خبر رحيله كالصاعقة على محبيه، حيث اختطفه الموت في ريعان شبابه، وهو في قمة عطائه الديني والاجتماعي. فبكاه المنبر، وبكته المجالس، وبكاه كل من أحبّه.

رحل ملا كرار العسيف، لكن سوف يبقى صوته يرنّ في القلوب، وتبقى ذكراه نقيّة، وسيرته نبراسًا للشباب في الالتزام، والتواضع، وخدمة الحسين .

نسأل الله أن يرفع مقامه، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويربط على قلوب والديه وذويه ومحبيه، وألهمهم الصبر والسلوان، وحشره مع الإمام الحسين وأصحابه. ونعزّي ونعظّم الأجر لأنفسنا ولعائلة العسيف والجنبي الكرام وكل من ينتسب لهم بصلةٍ بهذا المصاب الجلل.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.