مركز الأمير سلطان الحضاري بالقطيف.. واجهة الشرقية الاستثمارية
في ظل التوجه الوطني نحو تطوير البيئة الحضرية وتعزيز جودة الحياة، تشهد المنطقة الشرقية حراكًا تنمويًا متسارعًا يُجسّد رؤية المملكة نحو تنمية شاملة ومستدامة. ويُعد مشروع مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة القطيف أحد أبرز النماذج الحضرية الواعدة، بما يحمله من أبعاد ثقافية وسياحية واستثمارية، تجعله علامة فارقة على خارطة التنمية في المملكة.
يقع المشروع على مساحة تزيد عن 153,000 متر مربع في موقع استراتيجي على كورنيش القطيف البحري، حيث يجمع بين الطابع التراثي والهوية المعمارية الحديثة، ويضم مرافق متعددة تشمل مبنى حضاريًا مكوّنًا من خمسة طوابق يحتوي على مسارح، قاعات للمعارض، مكتبة عامة، ومرافق تعليمية وثقافية. كما يتضمن المشروع مرافق سياحية وترفيهية حديثة، مثل المرسى البحري، الشاليهات العائمة، حلبة الكارتينج، النادي الصحي، والألعاب المائية، إلى جانب الأسواق التراثية والمناطق الخدمية المتكاملة.
يحظى المشروع بدعم مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي يضع في مقدمة أولوياته تحويل المنطقة إلى بوابة حضارية واقتصادية منافسة، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة. كما يحظى بمتابعة مستمرة من معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، الذي يقود جهود الأمانة في تطوير بنية حضرية متكاملة، تراعي التوازن بين الإنسان والمكان.
ويُعد هذا المشروع امتدادًا للرؤية التنموية التي تتبناها أمانة المنطقة الشرقية، حيث تضع في صميم استراتيجيتها تطوير مشاريع نوعية تعزز من جودة الحياة، وتخلق بيئة استثمارية جاذبة، تدعم مشاركة القطاع الخاص، وتوفر فرصًا اقتصادية مستدامة.
كما يُمثل مركز الأمير سلطان الحضاري نموذجًا للمشروعات التي تواكب التوجه الوطني في رفع مستوى كفاءة الطرح الاستثماري، من خلال التركيز على جاهزية الفرص ونضجها الفني والاقتصادي، بعيدًا عن الطرح العشوائي، بما يعزز من ثقة المستثمرين ويُسهم في تسريع تنفيذ المشاريع التنموية.
ولا تقف أهمية المشروع عند حدوده الجغرافية، بل يأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق عدالة التوزيع الجغرافي للمشروعات التنموية في مختلف محافظات المنطقة الشرقية، وتعزيز تكافؤ الفرص، بما ينعكس على تنمية مستدامة تشمل كافة الجوانب: الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية.
بهذا المشروع النوعي، تُثبت محافظة القطيف حضورها كمكون حضاري واقتصادي في المنطقة، في ظل التحول الوطني الطموح الذي تقوده المملكة، لتتحول المنطقة الشرقية من مركز صناعي تقليدي إلى وجهة سياحية وثقافية متكاملة، تتكامل فيها الجهود الحكومية مع القطاع الخاص، بما يسهم في بناء مستقبل تنموي واعد.
ويأتي هذا المقال انسجامًا مع جهود القيادة الرشيدة في دفع عجلة التنمية، وتحقيق تطلعات المواطن، وبناء مستقبل يليق بمكانة المملكة ودورها الحضاري.