آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

تطوير جزيرة دارين وتاروت.. إرث تاريخي يتجدد برعاية القيادة

عاطف بن علي الأسود *

في ظل الدعم والتوجيهات المباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة الشرقية ورئيس مجلس إدارة مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت، تشهد جزيرتا دارين وتاروت نهضة تنموية متكاملة تعكس حرص القيادة الرشيدة على صون التراث الوطني وتطويره بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

يأتي هذا الاهتمام المباشر من سمو نائب الأمير، الذي يولي أهمية بالغة للمتابعة الحثيثة لسير المشاريع التنموية في الجزيرة، حيث يلتقي بانتظام مع القيادة التنفيذية للمؤسسة ويشدد على ضرورة الالتزام بأعلى المعايير التنموية، بهدف تحسين جودة حياة السكان والزوار، مع الحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي للجزيرتين. هذا الدور القيادي الفعال يؤكد أن القيادة المحلية ليست فقط داعمة، بل شريك رئيسي في تحقيق تطلعات التنمية المستدامة في المنطقة.

تعد جزيرة تاروت ودارين من أبرز المواقع التاريخية العريقة في الخليج العربي، فهي تحمل بين ثناياها إرثًا حضاريًا يمتد لأكثر من أربعة آلاف عام. فقد كانت مركزًا تجاريًا هامًا ونقطة التقاء لحضارات مختلفة عبر العصور، وشاهدًا على مراحل متعددة من التاريخ الإنساني، حيث تكشف الآثار المكتشفة فيها عن تفاعل الثقافات وتبادل المعارف والحضارات. ومن هذه الجزيرة، انطلقت الرحلات البحرية والتجارية التي شكلت مهدًا للعديد من الحضارات في المنطقة.

إن هذا الإرث الحضاري يجعل من دارين وتاروت مقصدًا هامًا للسياح والباحثين عن التاريخ والتراث، مما يضفي على جهود التطوير بعدًا ثقافيًا وسياحيًا استراتيجيًا. إذ تهدف المشاريع الجارية إلى تطوير البنية التحتية للجزيرتين، وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية، مع الحفاظ على المواقع الأثرية وتقديمها في شكل يليق بعظمة هذا التراث ويجعل منها محطة تاريخية وتراثية تتسم بالحداثة والتجدد.

وفيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية، تسعى مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت إلى إطلاق عدد من المبادرات الطموحة التي تركز على إنشاء مراكز ثقافية وتراثية تعكس عمق تاريخ الجزيرة، بالإضافة إلى تطوير مرافق سياحية متكاملة تشمل فنادق ومنتجعات سياحية تحافظ على الطابع البيئي للمنطقة، ومراكز ترفيهية تروج للسياحة العائلية والثقافية. كما يتضمن المخطط المستقبلي إنشاء متاحف تفاعلية تعرض التاريخ الحضاري للجزيرتين وتتيح للزوار تجربة فريدة تجمع بين التعليم والترفيه. كذلك تهدف المشاريع إلى تحسين وسائل النقل والربط بين الجزيرة والمناطق المجاورة لتسهيل وصول الزوار وتعزيز الحركة الاقتصادية.

ولا يخفى أن التزام سمو نائب أمير المنطقة الشرقية بمتابعة هذه المشاريع يأتي انسجامًا مع توجهات المملكة في رؤية 2030، التي ترنو إلى تنويع الاقتصاد الوطني من خلال تطوير القطاعات غير النفطية، ومن ضمنها السياحة والتراث الثقافي. ويعد مشروع تطوير جزيرة دارين وتاروت نموذجًا رائدًا يعكس كيف يمكن للحفاظ على التراث أن يكون داعمًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

في الختام، لا يمكن فصل التطوير التنموي لجزيرة دارين وتاروت عن الدور الحيوي والفاعل الذي يلعبه نائب أمير المنطقة الشرقية، الذي يجعل من هذه الجزيرة إرثًا حيًا تتنفس فيه عبق الماضي وتلتقي فيه تطلعات المستقبل. بمتابعته الحثيثة وتوجيهاته الحكيمة، تظل جزيرتا دارين وتاروت منارة للتراث الوطني ومحطة لا غنى عنها لكل من يبحث عن أصالة التاريخ وروعة التنمية المعاصرة.

دراسات عليا اقتصاد صحي