آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

القطيف لؤلؤة من التاريخ

أحمد منصور الخرمدي *

القطيف مدينة تاريخية غنية بالتراث والثقافة، وتُعتبر من المدن العريقة في المملكة العربية السعودية، وتتمتع بتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، حيث كانت مركزًا تجاريًا واقتصاديًا هامًا في المنطقة، وإن تاريخ القطيف يشهد على العديد من الحضارات والثقافات التي تعاقبت على المنطقة، بما في ذلك الحضارة الدلمونية والساسانية والإسلامية، هذا التنوع الثقافي والتاريخي يجعل من القطيف لؤلؤة حقيقية، حيث يمكن للزوار استكشاف المعالم الأثرية والتراثية والاستمتاع بالثقافة المحلية الغنية.

القطيف، وكما لمسها الجميع، مدينة في غاية الحسن والبهاء، وهي إحدى واحات المملكة العربية السعودية وتقع في الساحل الشرقي، وتتميز بطبيعتها الخلابة وروعة شواطئها، مدينة تاريخية ذات جذور ضاربة في عمق التاريخ، أرضها خصبة وتنساب منها العيون وحولها النخيل الباسقات والبساتين العامرة بأجمل الأشجار وأطيبها.

وتعتبر «القطيف» شامخةً بتاريخها وثقافتها التي شهدت أطوارًا وأحداثًا جِسام، وكما ذكرنا تعاقبت عليها حضارات سادت ثم بادت مما ترك عليها أثرًا غنيًا، تراثٌ عمراني فريد، بيوت أثرية قديمة، مساجد بُنيت بطابع إسلامي، وقلاع شُيدت على تلال وهضاب يُقدَّر عمرها بستة آلاف سنة قبل الميلاد. وقد ذكرها المؤرخون في العصور الغابرة مثل هيرودوتس وبطليموس وغيرهما، وفي العصور الإسلامية ذكرها العديد من المؤرخين أمثال البلاذري والميداني والحموي والإدريسي والكثير من المؤرخين والرحالة والجغرافيين.

القطيف مدينة تجمع بين التاريخ الموغِل في القدم والجمال الطبيعي، مما جعلها ومنذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا وجهة مميزة للمؤرخين والباحثين والزوار من مختلف الجنسيات، وكذا الكُتاب والمصورين. ومما يجدر ذكره أنه في العصر الحديث قد انبرى لدراسة تاريخها مجموعة من المؤرخين المعاصرين أمثال: المرحوم الأستاذ محمد سعيد المسلم، والدكتور علي بن إبراهيم الدرورة «حفظه الله»، والمرحوم الأستاذ عبد الخالق الجنبي، والأستاذ نزار آل عبد الجبار «حفظه الله»، والمجال هنا يطول إن أردنا ذكر كل المؤرخين والكُتاب الذين صدرت لهم مؤلفات عن تاريخ وتراث القطيف «بالتحديد».

تقع القطيف وبكل شموخ على ضفاف الخليج العربي، وقد كانت مهدًا للسكن البشري والذي يعود إلى العصر الحجري المبكر، وهي واحة معطاء، سُمّيت بعدة أسماء أبرزها تاريخيًا بلاد كيتوس «الخط». وقد حافظت على تراث الأجداد، منطقة سياحية بأحياء مترامية الأطراف، تستقطب الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، فتاريخنا سوف يبقى بإذن الله تعالى ناصعًا مضيئًا للأجيال، وإن الإرث الثقافي سيظل منارةً لطالبي العلم والمعرفة.