”أبي لا تضربني“.. عندما يصبح صمت الطفل كتابًا يُقرأ

صدر حديثًا عن دار «صاد» للنشر والتوزيع بالجزائر كتابٌ تربوي جديد للكاتب السعودي عبدالعزيز آل زايد بعنوان «أبي لا تضربني»، يقدّم رؤية معاصرة لعلاقة الآباء بأبنائهم، عبر مقاربة إنسانية تتجاوز أساليب العقاب التقليدية، وتُرسّخ قيم الحب والرحمة وفهم احتياجات الطفل النفسية.
وجاء الكتاب في قالبٍ قصصي تربوي غير تقليدي، وهو مؤلّف من خمسة فصول، يتناول كلّ فصلٍ خمسَ مشكلاتٍ تربوية، ليعالج المؤلفُ في المجموع 25 مشكلةً تربويةً بأسلوبٍ سرديّ بسيط ودافئ يراعي فهم القارئ واحتياجاته الواقعية كأبٍ أو مربٍ. وتعتمد معالجةُ كلّ مشكلةٍ أسلوبًا ابتكاريًا ثابت البنية، يضمّ ثلاثة مكوّنات: رسالةَ طفلٍ موجّهةً لوالده بعنوان «إليك يا أبي»، وحديثًا موجّهًا للآباء بعنوان «لكم آباء اليوم»، وحديثًا موجّهًا لآباء المستقبل بعنوان «لآباء المستقبل نقول».
وفي أحد مقاطع الكتاب المؤثرة، يتساءل المؤلف: «أليس كل أب يتمنى أن يفخر بأبنائه؟ أليس كل أب يسعى أن يحقق له ولده الأحلام التي عجز عن تحقيقها؟» مؤكّدًا أنّ مشاعر الإحباط لا تبرّر العنف، بل تستدعي إعادة التفكير في أساليب التربية، وبناء علاقةٍ إنسانية قائمة على الحوار لا على التهديد. كما يوجّه عبدالعزيز آل زايد دعوةً صادقةً للآباء كي يخصّصوا بعضًا من وقتهم لفهم أطفالهم، قائلًا: «لماذا لا نرخص من أجل أبنائنا بعض وقت، ونقرأ من أجل عيونهم بعض كلمات؟».
ويُوجَّه الكتاب إلى كلّ أبٍ وأمٍ يسعيان إلى تنشئة أبنائهم في بيئةٍ صحيةٍ عاطفيًا وتربويًا، ويزوّدهم بأدواتٍ عملية لبناء علاقةٍ قوية وعميقة مع الأطفال عبر التربية بالحبّ والرحمة والوعي المشترك بدلًا من العقوبة والتخويف. ويُعد «أبي لا تضربني» خطوةً مهمّةً نحو تعزيز ثقافة التربية الواعية في المجتمعات العربية، يأمل الكاتب أن تكون منارةً لكلّ من اختار أن يحمل تاج الأبوة بحبّ ومسؤولية.