آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

الابتلاء في الحياة الدنيا

فاضل أحمد هلال

قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة: 155].

لو تأملنا الآية الكريمة لرأينا أن الله عز وجل «يُبْتَلي» البشر بشيء من الخوف والفقر وعدم النسل.

وقال جل شأنه في نهاية الآية: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .

لحظة تأمل:

هل الله عز وجل سوف يعاقبني يوم القيامة على أمور هو اختارها لي كالخوف والفقر وقلة النسل؟

حيث إن هذا الابتلاء قدّره الله عز وجل وابتلى به عباده من دون تدخل من البشر أو اختيار منهم.

بل وضّح جل جلاله ثواب الصابرين على هذا الابتلاء.

فالخوف، والفقر، وقلة النسل لا تُعيب الإنسان ولا يعاقبه الله تعالى عليها يوم القيامة.

ولكن لنجعل العكس في الآية الكريمة:

لقد أكرم الله سبحانه الإنسان فأعطاه الأمن، والمال، والأولاد.

فإن حمد الله عز وجل على أمنه ورزقه أثابه، وإن لم يحمده على ما رزقه الله عز وجل، فلا يتصدق، ولا يخمّس ماله، ولا يزكّي، وأنفق ماله فيما لا يرضي الله عز وجل، فإنه تعالى يعاقبه. وهذه الصفة «صفة البُخل» صفة مذمومة، لأن البخل من أشد أنواع سوء الخصال، و«صفة البخل يتعسّر علاجها».

فلا بد لنا أن نشكر الله تعالى على نعمه.

يقول الإمام علي : «لو كان الفقر رجلاً لقتلته». فالغني فقيرٌ إن لازمه البخل ولم يُعطِ مما أعطاه الله عز وجل.

إن الله عز وجل سيحاسب الناس يوم القيامة على حسب صبرهم على الابتلاء؛ فالخوف، والفقر، والغنى، والنسل كلها ابتلاءات من عند الله عز وجل.

والخلاصة:

إن الله عز وجل لن يحاسب الفقير على فقره يوم القيامة، ولكن سوف يحاسب الغني على بُخله.

والحمد لله رب العالمين.