آخر تحديث: 21 / 8 / 2025م - 10:17 م

نموذج ”تفهّم“.. رؤية جديدة للتعامل مع عناد الأطفال ومشاكلهم السلوكية

جهات الإخبارية

طرح المدرب حسين أحمد آل عباس، نموذج عملي مبسط من أربع خطوات ذهبية لمعالجة السلوكيات لدى الأطفال، أطلق عليه مفهوم ”تفهّم“.

جاء ذلك خلال محاضرته التي حملت عنوان ”إدارة سلوكيات الأطفال“، والتي أقيمت مساء الثلاثاء في قاعة محاضرات مركز سنا للإرشاد الأسري بمقر جمعية البر الخيرية بسنابس، بحضور عدد من أولياء الأمور والمهتمين.

وأوضح آل عباس أن نموذجه يرتكز على أربع ركائز أساسية، وهي تحديد السلوك بدقة، ثم فهم الدافع الحقيقي وراءه، وبعد ذلك تحديد الهدف المرجو من التعديل، وأخيرًا امتلاك المهارة والفن في تطبيق الإجراء العلاجي.

وأشار إلى أن التعامل مع السلوك المزعج يتطلب فهمًا عميقًا لدوافعه، سواء كانت لجذب الانتباه، أو للتعبير عن إحباط، أو كوسيلة للحصول على شيء معين.

وخلال المحاضرة، تناول آل عباس عدة تساؤلات محورية تشغل بال المربين، مثل متى يمكن اعتبار سلوك الطفل مشكلة حقيقية، وكيفية التعامل مع أنماط سلوكية محددة كالطفل الخواف، والعنيد، وكثير الكلام، أو ذلك الذي يفشي الأسرار.

وشدد على أهمية التواصل الهادئ مع الطفل لفهم مشاعره واحتياجاته، مؤكدًا أن هذا الأسلوب يبني جسور الثقة ويساهم في تقليل السلوكيات غير المرغوبة.

وبيّن آل عباس أن هناك ثلاثة مؤشرات رئيسية تدل على وجود مشكلة سلوكية تستدعي التدخل، وتتمثل في تكرار السلوك المزعج بشكل مستمر، وتأثير هذا السلوك سلبًا على علاقات الطفل الاجتماعية، بالإضافة إلى تأثيره الواضح على أدائه الأكاديمي أو أنشطته اليومية.

وأكد على ضرورة تعليم الطفل سلوكيات بديلة ومقبولة للتعبير عن مشاعره، مع أهمية وضع حدود وقواعد واضحة للسلوكيات المقبولة وغير المقبولة.

وأفاد المدرب بأن تحديد السلوك بشكل صحيح ومعرفة ما يمثل 20% فقط من أبعاده، يساعد بشكل كبير في إنجاح ما نسبته 80% من الخطة العلاجية.

وأضاف أن إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها الكبار في التعامل مع سلوكيات الأطفال تكمن في تصرفهم بمنطقية تامة، وافتقارهم للصبر اللازم لانتظار نتائج الإجراءات العلاجية السلوكية التي تحتاج إلى وقت لتؤتي ثمارها.

ووجه آل عباس رسالة مؤثرة لأولياء الأمور والمربين، أكد فيها أن كل سلوك مزعج يصدر من الطفل ما هو إلا رسالة موجهة لوالديه مفادها ”أنا هنا، كونوا بقربي“، مشيرًا إلى أن حاجة الطفل الأساسية تكمن في الشعور بالقبول، والحصول على المساعدة والدعم اللازمين لحل المشكلات التي يواجهها.