آخر تحديث: 22 / 8 / 2025م - 10:55 م

أنصار الإمام الحسين (ع): جون مولى أبي ذر الغفاري

محمد يوسف آل مال الله *

جون مولى أبي ذر الغفاري «رضوان الله عليه» هو أحد أصحاب الإمام الحسين الذين استُشهدوا معه في واقعة كربلاء، ويُعد من أكثر الشهداء تميزًا في هذه الواقعة من حيث أصله، وولائه، وموقفه البطولي.

اسمه ونسبه: هو جَون «أو جون بن حُوي»، وكنيته مولى أبي ذر الغفاري، وكان عبدًا أسود البشرة، من الموالي، وقيل إنّه نوبي الأصل، وأُعتق من الرق، لكنّه اختار البقاء في خدمة أهل البيت .

خلفيته: كان جون ، خادمًا لأبي ذر الغفاري «رضوان الله عليه» الصحابي العظيم، وبعد وفاة أبي ذر الغفاري انتقل إلى خدمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم إلى الحسن ، ثم إلى الحسين حيث رافق الإمام الحسين في حركته من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء.

موقفه في كربلاء: عُرِف جون مولى أبي ذر الغفاري «رضوان الله عليهما» بالحب والإخلاص، وكان كبير السن، قد شابت لحيته، لكنّه أصرّ على القتال بين يدي الإمام الحسين ، وعندما حان دوره للجهاد، حاول الإمام الحسين أن يعفيه قائلًا له: ”أنت في إذن مني، فقد تبعتنا طلباً للعافية، فلا تبتل بطريقنا“، فردّ جون بكلمات خلدها التاريخ: ”أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم؟! والله إن ريحي لنتن، وحسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفس عليّ بالجنة، فيطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم!“، وهذه الكلمات تعكس قمة الولاء والإيمان والكرامة رغم الفقر والمكانة الاجتماعية.

بطولته وشهادته: خرج جون مولى أبي ذر الغفاري للقتال بعد تهيئه، وقاتل قتال الأبطال، حتى قُتل في الحملة الأولى أو بعد قليل، بعد أن قتل عددًا من الأعداء. بعدها وقف الإمام الحسين على جسده الطاهر، ووضع خده على خد جون، ودعا له: ”اللهم بيّض وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع الأبرار، وعرّف بينه وبين محمد وآل محمد“، وهذا الدعاء يُظهر مدى حب الإمام الحسين له ومكانته العظيمة لديه.

في الزيارات: ورد اسم جون مولى أبي ذر الغفاري في زيارة الناحية المقدسة وزيارة الشهداء: ”السلام على جون مولى أبي ذر الغفاري“.

مكانته: يُعد جون مولى أبي ذر الغفاري رمزًا للوفاء والمساواة في الإسلام، بل مثلًا أعلى في أنّ القيمة لا تُقاس باللون أو النسب، بل بالإيمان والعمل، حتى صار قدوة لكل من لا يُعتدّ بهم في أعراف المجتمع، ولكنّه مكرّم في ميزان الله وأوليائه.

جون كان عبدًا مملوكًا، فأصبح سيدًا بالشهادة ودخل التاريخ من أوسع أبوابه بوفائه وشجاعته ويُذكر اسمه اليوم بفخر واعتزاز بين أنصار الإمام الحسين .

السلام على جون مولى أبي ذر الغفاري يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.