تأثير الملاهي!
تخرج من بيتك تريد الوصول إلى الطرف الآخر من المدينة لإنهاء أمور مهمة جدًا، ولكن للوصول للطرف الآخر من المدينة لابد من العبور بمدينة الملاهي بالطريق، وأنت برفقة طفلك الصغير المتشوق للعب والمرح والفرح.
بابا أريد آيسكريم…
بابا أريد ركوب هذه اللعبة.
ثم سأجرب تلك اللعبة المثيرة.
لا تعجبني هذه الألوان، لنغير الطريق.
بابا أريد شراء هذه اللعبة.
ثم سألعب بالمسابقة لأفوز بالدمية.
تهمك فرحة ابنك فتقبل بطلباته وتلبيها لأجل لحظة فرح يستحقها.
الرغبة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة حتى تجد نفسك مشتبكًا بسلسلة طويلة من الرغبات لا تنتهي.
نسيت وجهتك الأساسية تحت تأثير الرغبات الملحّة لصغيرك، حتى حلّ الظلام، بهذه الحالة أصبح وصولك أصعب وأبعد، قد تصل متأخرًا بعد أن ضللت الطريق، أو تتعطل مهماتك هناك، أو قد لا تصل أساسًا وتظل تلف وتدور حول نفسك وتضطر لإعادة التفكير والتخطيط والقرارات، والسعي للمهمات من جديد، بجهد جديد أو مضاعف لتصلح ما فاتك من وقت وإنجاز كان مهمًا ومؤثرًا بحياتك الشخصية.
إنه تأثير الملاهي، المغريات المستمرة المتنوعة التي تعدك بهرمونات السعادة اللحظية وتنجح دائمًا بتشتيتك عن هدفك المهم والحقيقي.
تلك هي الحياة بكل معناها بنظر الأطفال الذين ينشدون السعادة اللحظية السريعة لأجل الفرح بلا هدف، تلك طبيعتهم ولهم ذلك دونما تقاطع مع أهدافنا.
ماذا عنا نحن البالغون؟
هل نحن تحت تأثير الملاهي دون أن ندري؟
نلهث خلف اللحظات السعيدة الفورية ونستسلم للتشتيت عن رؤيتنا الشخصية لحياتنا؟
لو كانت الرؤية موجودة…
بعالم مليء بالمشتتات السريعة الكثيرة يسهل سرقة تركيزنا على حياتنا وإلهاؤنا عن وجهتنا ورؤيتنا لحياتنا.
نحن تحت تأثير الملاهي…
لو لم نَعِ ذلك التأثير لأصبحنا كالأطفال الصغار يلتهون باللعب والاستمتاع ولا يهتمون بالوصول أو الإنجاز، فاللعب بلا هدف هو الإنجاز بحياتهم.
ولكننا اليوم لسنا أطفالًا، وأثمن ما نملك هو التركيز، وهو المستهدف من المشتتات من حولنا.
زحام العالم الرقمي والسوشيال ميديا…
التركيز هو العملة النادرة الثمينة، وهو سر النجاح والوصول للأهداف.
هل ستحمي جوهرتك الثمينة «التركيز» لتحقق رؤية حياتك؟!
أم ستبقى تحت تأثير الملاهي؟؟
