البذاءة في الفحش من القول وتداعياتها
ظاهرة تخلق القلق والتوتر عند المجتمع وتنم عن سلوك غير أخلاقي البتة، فهي طبائع وعادات مقززة ومنفرة، وللأسف الشديد تنتشر عند الكثير من صغارنا والبعض من كبارنا، والسبب يعود في ذلك إلى ضعف وعدم حسن في التربية والاختيار غير المناسب للألفاظ من قبل الآباء والأمهات الذين يلعبون الدور الرئيسي في كيفية صقل عقول الأبناء واستخدام المفردات البعيدة عن فحش الكلام وبذاءته عند حصول أي خلاف عائلي. ومن ناحية أخرى فإن أفرادًا من المجتمع يلعبون دورًا مهمًا في صياغة المصطلحات غير المستحسنة وغير اللائقة وتداولها على نطاق واسع يؤثر على النشء ويتلقفها من ألسنة أناس يعتريهم الجهل واللجاجة، فتراهم يتسابقون في اللمز والغمز الفاحش من الكلام والحركات المشينة الخارجة عن اللياقة الأدبية، فأصبحت عادة تسري في عروقهم، وهم بأقوالهم المشينة هذه يساهمون في جر شرائح من المجتمع تشاطرهم لغو القول الفاحش لقلة ثقافتهم ووعيهم الديني والعقائدي الذي ينبذ هذه الترهات من القول المسموم والألفاظ المشوّهة التي تنزل من قيمتهم الرجولية وكرامتهم المعنوية، والتي نتائجه وخيمة عليهم دنيا وآخرة. هذه الفئة من البشر نسيت وتناست قول الله تعالى:
﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾ [ق -18]
ويعضد ذلك ما روي من أحاديث أهل البيت التي تشدد على حرمتها والقول بها، والعقاب الذي ينتظر قائليها. حيث روى سليم بن قيس عن أمير المؤمنين
قال: قال رسول الله ﷺ: ”إن الله حرّم الجنة على كل فاحش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه“.
وفي رواية معتبرة عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق : ”من خاف الناس لسانه فهو في النار“.
وفي روايات أخرى متتابعة عن أهل البيت ذُكر أنه: في كل يوم، الجوارح تضج إلى اللسان وتستغيث به، أي حسب تعبيرنا نحن، أنه: بعرضك يا أيها اللسان، بمرؤتك، لا تورّطنا في نار جهنم. فأحدهم يسأل النبي ﷺ: ”أكل ذلك من اللسان؟“ قال: ”وهل يكبّ الناس في نار جهنم على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم“.
من هنا على أولئك الذين يعيشون هذه الحالة من البذاءة في فحش القول مراجعة وإعادة حساباتهم ولجم ألسنتهم وكبحها بما يتوافق والشرع الحنيف واتباع أوامره والامتناع عن القيام بنواهيه وزواجره… والله الهادي إلى سواء السبيل.