التفاعل...
هل كل شخص في القروب الرقمي الافتراضي / الواقعي الذي أنت فيه يفيد القروب / المجتمع ويتفاعل معه إيجابيًا؟
الجواب إمّا بنعم أو بلا.
من نعم الله على الإنسان المعاصر وجود العالم الرقمي والمواز للعالم الواقعي. وأضحت بحمد الله الحياة والتواصل بمن نحب أكثر فعالية واستمرارية وبهجة وسرور وطمأنينة ومضاعفة في الأجر من الله. فالحمد لله رب العالمين على هذه النعمة المسداة والتي قد تتحول لصدقة جارية ووقف دائم. نجح البعض من البداية في توظيف نعمة وجود التطبيقات في السوشل ميديا لصالح عقله وقلبه ومجتمعه ووطنه وعقيدته وانتمائه في نشر الفضيلة والأخلاق الحسنة والعلوم النافعة والمعرفة الناضجة وتوطيد صلة الرحم ونقل التجارب وتفادي تكرار الأخطاء وتجنب فخاخ الشياطين وتبادل العلم النافع. ومع اكتساح تطبيق الواتس آب / فيس بوك، انتشر استخدامهما بين قروبات بشرية متفرقة في شتى الاهتمامات «ثقافية، صلة رحم، رياضة، سفر، اقتصاد، عقار، تجارة، تعليم،….. الخ». إلا أنه مع مرور الوقت ودخول لاعب جديد في العالم الرقمي اسمه تيك توك، أفل نجم تطبيقات أخرى وأضحت ملامح الانكفاء والانطواء والوحدة في تمدد بين عدد ليس بالقليل من الشباب والفتيات. شعر البعض بهذا التغيير فأخذ يُعاتب البعض الآخر من قلة التفاعل في القروبات الرقمية الافتراضية.
كنت أحاكي نفس فكرة العتاب في عدة قروبات ثقافية / اقتصادية / تربوية / تعليمية، لكون الصمت السلبي «أي الصمت والتفرج دون أي تفاعل» هو سيد الموقف لدى البعض من أعضاء تلكم القروبات الرقمية والديوانيات الافتراضية. فعلت خاصية ”أحمل أخاك المؤمن على سبعين محملًا“ لالتمس وألتمس الأعذار لأولئك الأعضاء في القروبات الرقمية. وقد وجدت أن:
1 - أفول الق ونجومية وزخم القروبات الرقمية الافتراضية أخذ في التمدد
2 - صدور تشريعات تجرّم الذي يعطي توصيات للأسهم / … / توقعات أحوال الطقس بدون ترخيص رسمي معتمد أحجبت البعض من الكلام
3 - تعدد مصادر الأخبار في كل المجالات كالترفيه والاقتصاد والعلوم من خلال قنوات الأخبار ومواقع العلوم وقنوات الطرائف وانتشار المقاطع في التيك توك ودعايات الانستغرام وأخبار تويتر.
3 - السفر لبعض الأعضاء
4 - المرض للبعض
5 - الخشية من تصرفات ومشاركات بعض الأعضاء والتي قد تحيل الأدمن للمساءلات القانونية
6 - ضمور الاهتمام بشأن معين كالأسهم نتيجة للخسائر المتراكمة
كل هذا وذاك وغيرهم وضعته نصب عيني لإعطاء تبرير لعدم مشاركة وتفاعل الآخرين في بعض القروبات وتجاوز حالة العتاب. إلا أنني تمحصت أكثر وأكثر فوجدت بروز معضلات وانكشاف أقنعة وولادة واقع اجتماعي جديد، وأذكر بعضًا منها:
1 - طغيان وديكتاتورية البعض داخل القروب
2 - انتشار ظاهرة الشللية
3 - التفاعل الانحيازي داخل ذات القروب الرقمي
4 - التفاعل الانتقائي طبقًا للموضوع
5 - الاستقواء بال… لتجريم الشخص الذي يختلف معه البعض الآخر في وجهة النظر
6 - سوء الفهم لما يُكتب وكثرة الجدال
7 - كثرة تداول قصص اللجوء للقضاء بين أطراف من ذات القروب الواحد بالاستناد على مراسلات واتس آب كان من المفترض أن تكون محادثات مغلقة وخاصة وليست عامة.
8 - كثرة حالات المناكفات والمشاكسات
والواقع أن الفضاء الرقمي والسوشل ميديا كشفا ميول البعض واهتماماته وحقائق الكثير من البشر. والبقية ستكشفهم برامج الذكاء الصناعي وتحليلاته وإن ارتدوا عشرات الأقنعة!
أين انصرف أهل المشاركات النافعة؟
البعض ممن يحملون روح المسؤولية انتهج منهج الكتابة في صحف إلكترونية / رسمية بدل الكلام في فضاء قروبات رقمية محدودة العدد ليزداد عدد المستفيدين وتنتشر روح النفع العام بالمعلومة. والبعض الآخر اختزل مشاركاته في مجالس وديوانيات محددة. والبعض اعتزل المشهد بالكامل ووجّه رسالته التفاعلية نحو أسرته.
ختامًا، كتب أحدهم لرفع العتاب: البعض معذور من عدم التفاعل لأن قراءته ليست كبيرة أو كبير بالسن «كان عنصرًا فاعلًا في شبابه» أو قليل الاطلاع أو كثير السفر أو مريض وبالتالي هو يستفيد مما يشارك به الآخرون ويُعذر من المشاركة. وكذلك البعض لا يتفاعل ولا يشارك بآرائه لأنها ربما تكون مثل التوصيات للأسهم والعقار / توقعات الطقس وهو غير مُرخص رسميًا بهذا العمل. وهذا قد يكون له ارتدادات في قروبات بها أطراف متشنجة أو متطرفة السلوك أو أحادية التفسير. والبعض ربما يخاف اللوم أو التهكم من الآخرين، فيحتاط ولا يتفاعل. والبعض يخشى من تعارض المصالح لكونه في منصب قيادي ما، ولهذا السبب يختار أن ينسل من القروب بصمت. والبعض يخشى من تسريب مساجلاته وطرحه لخارج القروب. والبعض يخشى من توظيف تعليقاته للإضرار به ممن يتربصون به. والبعض ملتفت لعنوان خيانة المجالس في بعض القروبات غير معلومة الأعضاء.
ولكن العتب كل العتب على البعض الذي لديه اطلاع وعنده معرفة ومعلومات نافعة وقلم ناهض أو علم جيد ولا يشارك به؛ بل يمتص من القروب / القروبات الذي/التي يتواجد فيه خيرات أدمغة الآخرين ولا يزكي علمه ومعرفته وقراءاته بالتفاعل. ويظل موجودًا في هذا أو ذاك القروب تارة مختلسًا أفكار بعض أعضائه وتارة إثراءً لفضوله وتارة ترجمة صادقة منه عن بخله وتارة حال لسان أنانيته وتارة انعكاس لواقع تمحوره حول ذاته.
عزيزي عضو أيّ قروب رقمي هادف ونافع: تفاعل واستفد وأفد وقل خيرًا أو اصمت.