آخر تحديث: 26 / 8 / 2025م - 11:56 م

حين يسكت الذكاء الاصطناعي… من سيبقى في المشهد؟

عبد الله أحمد آل نوح *

في عالم صار فيه التألق الرقمي على بُعد نقرة، ماذا يحدث لو سكتت الخوارزميات فجأة وأُطفئت أضواء الذكاء الاصطناعي؟

ماذا لو توقفت عجلة الذكاء الاصطناعي عن الدوران في لحظة واحدة؟ كيف سيكون شكل المشهد الرقمي الذي تعودنا عليه في السنوات الأخيرة؟

الذين اقتحموا مجال الظهور الاجتماعي عبر صور مذهلة ومقاطع مُبهرة ونصوص محسوبة الصياغة، هل سيظلون في الصدارة أم أن الأضواء ستنطفئ عنهم كما اشتعلت بسرعة منذ بزوغ هذه التقنية؟

لقد اعتدنا على عالم يمنحك فيه الحاسوب بضع جمل براقة في ثوانٍ، ويعيد تشكيل ملامحك في صورة مثالية، ويدمجك في مشاهد وكأنك خرجت من إعلان عالمي. لكن الحقيقة أن كثيرًا ممن لمعوا لم يكن لديهم ذلك العمق المهني أو الإبداعي الذي يمكنه الصمود وحده بدون هذا السند التقني.

فإذا توقفت الأدوات وتبخر ذلك السحر المصطنع، سيجد البعض نفسه عاريًا من المهارة، مكشوفًا أمام جمهور بدأ يعتاد على الكمال الرقمي. وحين يختفي الكمال، تعود البساطة… وربما يعود الصدق أيضًا.

سنرى حينها من يملك الحرفة حقًا، ومن كان مجرد ضيف عابر في زمن تسارع فيه كل شيء. لقد رفع الذكاء الاصطناعي السقف عاليًا حتى صار الجمهور لا يرضى بالقليل، لكن الانقطاع المفاجئ قد يعيد ضبط الإيقاع، ويكشف أن أجمل ما يمكن أن نراه أحيانًا ليس الصورة الكاملة التي تمنحها الخوارزميات، بل تلك اللمسة البشرية غير المتقنة التي تروي قصة حقيقية بدون مكياج إلكتروني.

والحقيقة أن الذكاء الاصطناعي أداة مذهلة إذا أحسنت استخدامها، لكنه ليس بديلًا عن العقل الذي ابتكره. استعمله لتطوير مهاراتك، لا لطمسها. دع التقنية تخدمك، ولا تجعلها تقودك. استفد منها بقدر، لكن لا تعتمد عليها اعتمادًا كاملًا، فالقيمة الحقيقية تظل في الإنسان القادر على الإبداع حتى إذا صمتت الآلات.

عضو مجلس المنطقة الشرقية ورجل أعمال