استشارة أسرية تُنهي 12 عامًا من الخلافات بين زوجين في القطيف

في تحول لافت داخل بيتٍ ظلت الخلافات سمةً له على مدى أكثر من عقد من الزمن، وخاصة خلال شهر رمضان، عاش زوجان من محافظة القطيف أول عام دون أي توتر أو نزاع، وذلك بعد خضوع أحدهما لجلسات استشارية بمركز ”البيت السعيد“ في صفوى.
وأكد الشيخ صالح آل إبراهيم، المرشد الأسري بالمركز، أن هذه الحالة تعكس الأثر العميق للاستشارات الأسرية حين تكون مبنية على فهم واقعي للعلاقة الزوجية وديناميكياتها.
وأشار إلى أن الزوجين اعتادا الدخول في دائرة متكررة من الخلافات سنويًا وخاصة خلال الشهر الكريم، حتى صار لدى أحدهما ارتباط شرطي سلبي تجاه شهر رمضان.
وبيّن الشيخ آل إبراهيم أن الزوجة بادرت باللجوء إلى جلسات الإرشاد قبل حلول شهر رمضان، وبدأت بتطبيق ما تلقّته من إرشادات على أرض الواقع، مما أحدث تحولًا ملحوظًا في علاقتها الزوجية، انعكس على مستوى التفاهم داخل المنزل، لافتًا إلى أن الاتفاق المسبق وتحديد الأدوار بين الزوجين كانا من العوامل الحاسمة في تجاوز التوتر.
وأشار إلى أن الزوج لاحظ التغيرات المفاجئة في سلوك زوجته، وسرعان ما بادر بسؤالها - بدهشة - عمّا وصفه بـ ”الكبسولة السحرية“ التي غيّرت الأجواء، في إشارة منه إلى نتائج جلسات الإرشاد التي أعادت التوازن العاطفي والنفسي بين الطرفين.
ورأى الشيخ آل إبراهيم أن التجربة تفتح الباب أمام أسئلة أوسع حول دور العوامل النفسية والذهنية في تفاقم الخلافات الموسمية، مؤكدًا أن كثيرًا من الأزواج يدخلون في حلقة مفرغة من ردود الأفعال غير الواعية، ولا يستطيعون كسرها إلا من خلال تدخل خارجي حيادي ومؤهل.
واعتبر أن التهيئة النفسية والعملية للمواسم التي تشهد تحديات وصعوبات في العلاقات الأسرية - كشهر رمضان وفترة الصيف - من الخطوات الجوهرية التي يمكن أن تعزز الاستقرار، مشددًا على أن جزءًا كبيرًا من النزاعات يمكن تلافيه بالوعي، والتفاهم، والصبر، والمداراة، وتوزيع المسؤوليات بشكل متوازن.
ويُعد مركز ”البيت السعيد“ أحد أبرز المراكز المجتمعية المتخصصة في تقديم خدمات الإرشاد الأسري في المنطقة الشرقية، ويهدف إلى بناء ثقافة أسرية واعية، تضع الحوار والاحترام المتبادل في مقدمة أدواتها لحماية العلاقة الزوجية من التفكك.