حسن العبندي في إصداره السابع يناقش ”المشكلة الاجتماعية“

ضمن مشروعه ”واحة المعرفة“، وقع الأكاديمي د. حسن حبيب العبندي إصداره السابع وقدمه لمجتمع الكلمة، بعنوان: ”المشكلة الاجتماعية: دراسة إبستيمولوجية“. وقد جاء هذا الكتاب في نحو 520 صفحة.
ويجيء هذا السفر كلَبِنة أخرى في مشروع ثقافي يسطره المؤلف، غايته أن يفتح صراطًا مهيعًا لكل من يريد أن يلج من نافذة العلم إلى واحة المعرفة. ويتمثل في رسم سبل الارتقاء بالإنسان في علاقاته العليا مع الله تعالى، والذاتية مع نفسه، والخارجية مع الجماعة والأشياء، ليرى الأشياء كما هي، بعيدًا عن المعرفة الخاطئة التي لا يغادرها الغرور.
وفي هذا الكتاب يبدأ البحث بإشارة سريعة ومختصرة للمجتمع المدني الأول الذي أنشأه في طيبة الطيبة نبينا الأكرم محمد ﷺ بعد أن بعث إليها سفيره الصحابي مصعب بن عمير (رضي الله عنه).
ويسعى الكاتب لاستقراء نظرية للمجتمع الأخلاقي الذي يقوم ضمن سياج يتمثل فيما قاله النبي محمد ﷺ: ”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق“، ويقوم على مؤسسات هيكلية؛ منها مثلًا، بل أهمها أن ”من غشنا فليس منا“. ويشير الكتاب إلى مسألة القدوة والقيادة التي تتمثل في مدينة العلم وبابها.
ويبحث الكتاب بشكل سريع ومختصر في أهم نظريات المجتمع الإنساني الوضعية؛ ومنها الأرسطية الجديدة، ونظرية العقل الجمعي لدوركايم، إضافةً لنظريات الملحدين والنفعيين. ويطل الكتاب أيضًا على الميكيافيلية التي صارت آثارها بارزة للجميع.
وفي هذا السفر يبرز المؤلف الإشكال الاجتماعي (problematic) المتمثل في التناقض بين مجتمع المدينة الفاضلة ومجتمع المدينة الظالم أهلها؛ فالأول بالقوة موجود وهو منشود، ومثاله البارز هو الذي وجد بالفعل في طيبة الطيبة التي بناها نبينا الأكرم محمد ﷺ. أما مجتمع المدينة الظالم أهلها، فهو ما صار قائمًا بالفعل في بعض بقاع الأرض. ويخلص بكون المشكلة الاجتماعية (problem) هي ليست إلا إنسان الغرور الذي وجدناه مثالًا يفرضه الظالمون في الشرق والغرب، فهم مثال الجاهل الذي يجيد الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل، ويحسب أنه يحسن صنعًا.
يقدم هذا الكتاب نَسَقًا إبستيمولوجيًا غايته الارتقاء بالإنسان، ليرى الأشياء كما هي، بعيدًا عن غرور الظل الممدود.
ويجدر أن نذكر أن المؤلف تتركز اهتماماته البحثية في النظم الاقتصادية والإبستيمولوجية المقارنة، وقد عمل كأحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران حتى تقاعده قبل عدة سنوات.
ويجيء هذا السفر كلَبِنة سابعة في مشروعه الذي صار مشتملًا حتى الآن على الكتب التالية:
• المشكلة الأولى
• المشكلة الاقتصادية
• مشكلة المعرفة
• مشكلة الفقر
• مشكلة الجوهر
• المشكلة الإنسانية
• المشكلة الاجتماعية