آخر تحديث: 8 / 8 / 2025م - 4:19 م

ما علاقة هذه الظاهرة البصرية الغريبة بكروية الأرض؟

جهات الإخبارية

اعتُبرت ظاهرة ”أوميغا الشمس“ واحدة من أجمل الظواهر البصرية التي يمكن رصدها بالعين المجردة لحظة غروب الشمس، وفقًا لتأكيدات الجمعية الفلكية بجدة، التي أوضحت أن هذه الظاهرة تمثّل دليلًا علميًا بصريًا على كروية الأرض، ولا يمكن تفسيرها ضمن النماذج التي تفترض أن الأرض مسطحة.

وأفادت الجمعية، على لسان رئيسها المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الظاهرة تندرج ضمن ما يُعرف بـ ”السراب الانكساري“، حيث تتشكل حين تقترب الشمس من الأفق الغربي في بيئة جوية تتكوّن فيها طبقة دافئة من الهواء منخفض الكثافة قرب سطح الأرض أو البحر، بينما تبقى الطبقات العليا أكثر برودة، ما يؤدي إلى انكسار الضوء.

وأوضح أبو زاهرة أن هذا الانكسار يتسبّب في تكوين صورة مقلوبة أسفل قرص الشمس الحقيقي، ترتبط به عبر جسر ضوئي يأخذ اللون الأحمر أو البرتقالي، فيظهر المشهد وكأن الشمس مرسومة على شكل الحرف اليوناني ”أوميغا“ ”Ω“، في لحظة خاطفة قد تترافق أحيانًا مع ومضة خضراء تُعرف بظاهرة ”الوميض الأخضر“.

وأشار إلى أن رؤية ”أوميغا الشمس“ لا تتعلق بتاريخ معين، وإنما تعتمد على توافر ظروف جوية محددة، تحدث عادة خلال فترتين من السنة: أواخر الشتاء إلى فصل الربيع ”فبراير - أبريل“، وأواخر الصيف إلى الخريف ”أغسطس - أكتوبر“، حيث تسود ظاهرة ”الانقلاب الحراري“ التي تُعد أساسًا لتشكل السراب الانكساري.

ونوّه أبو زاهرة إلى أن رصد الظاهرة يتم بشكل مثالي في المناطق ذات الأفق المكشوف مثل السواحل أو الصحارى المفتوحة، بشرط صفاء السماء ووضوح الرؤية الأفقية، مشددًا على أن ما يظهر للراصد ليس شمسًا ثانية، بل انعكاس بصري ناجم عن انحناء الأشعة الضوئية عند انتقالها بين طبقات الهواء المتفاوتة الكثافة.

وبيّن أن هذا الانكسار البصري لا يمكن حدوثه إلا بوجود أفق كروي حقيقي تنخفض الشمس تحته، فتبدو وكأنها تعيد تشكيل نفسها فوق الأفق بشكل مقلوب، ما يُعد أحد الأدلة الفيزيائية المباشرة على كروية الأرض.

وأكد أبو زاهرة أن النماذج المسطحة التي تزعم أن الشمس لا تغرب فعليًا بل تبتعد عن الناظر فقط، تعجز تمامًا عن تفسير هذه الظاهرة البصرية، ما يجعل ”أوميغا الشمس“ غير قابلة للحدوث أو الوصف ضمن تلك النماذج.

ودعا رئيس الجمعية الفلكية المهتمين بالطبيعة والظواهر الجوية إلى ترقّب ”أوميغا الشمس“ عند الغروب، خصوصًا خلال فصلي الربيع والخريف، معتبرًا أنها تجربة بصرية مدهشة تمزج بين جمال الطبيعة وروعة الفيزياء.