”كبسولة“ إرشادية تُنهي خلافات زوجية.. فما هو سر مركز البيت السعيد؟

كشف المرشد الأسري بمركز البيت السعيد بصفوى الشيخ صالح آل إبراهيم، عن تأثير بالغ الأثر للاستشارات الأسرية في تحسين جودة العلاقات الزوجية، وإنقاذ العديد من البيوت من شفا الطلاق والانهيار.
وأكد أن الاستشارة لم تعد حلاً طارئًا بل أداة وقائية وتنموية لخلق بيئة أسرية صحية.
وأوضح أن تجارب عدد من المستفيدين الذين لجأوا إلى المركز، عكست بوضوح الأثر الإيجابي العميق الذي يمكن أن تحدثه الاستشارة عندما تكون مهنية ومبنية على فَهْمٍ عميق لطبيعة العلاقات الأسرية.
وأشار إلى أن من بين الحالات التي استعرضها زوجًا كان على وشك الانفصال، قبل أن تسهم جلسة واحدة فقط في تغيير قناعاته الخاطئة حول الزواج، لينتهي به المطاف إلى التراجع عن قراره ومراجعة مفاهيمه.
وأكد آل إبراهيم أن المركز يشهد تزايدًا ملحوظًا في أعداد المقبلين على جلسات الإرشاد، سواء من الأزواج الجدد أو من أولئك الذين مضى على زواجهم سنوات طويلة.
وأشار إلى أن بعض المشكلات كانت تمتد لأكثر من عقد كامل، ومع ذلك نجحت جلسات الاستشارة في إحداث انعطافة نوعية.
ولفت إلى أن أحد الأزواج وصف تحسن علاقته بزوجته بعد الاستشارة بأنه ”شعور بالصفاء الذهني لم يعرفه منذ زواجه“، فيما أكدت زوجة أخرى أن أول رمضان يمر بلا خلافات مع زوجها منذ 12 عامًا، كان بعد استماعها لنصائح المستشارين بالمركز وتطبيقها فعليًا.
وبيّن أن الاستشارة الأسرية تسهم في رفع وعي الزوجين بمسؤولياتهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتواصل الفعّال، والتعامل مع الضغوط والمشكلات اليومية. كما تساعدهم على فهم احتياجات كل طرف، وتحديد نقاط القوة والضعف في العلاقة الزوجية، مما يجعلها أداة فاعلة في الوقاية من النزاعات.
واستند آل إبراهيم إلى دراسة ميدانية أجريت في الولايات المتحدة شملت 492 مستفيدًا من جلسات إرشاد، أظهرت أن 83% شعروا بتحقق أهداف العلاج، و 89% أبلغوا بتحسن في صحتهم العاطفية، فيما أكد 98% قدرتهم على التعامل مع مشكلاتهم بعد تلقيهم الاستشارة.
وشدد على أهمية اللجوء للاستشارة ليس فقط في أوقات الأزمات، بل حتى قبل الزواج أو في المراحل المبكرة من الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن الكثير من الأزواج لا يعانون من مشكلات بقدر ما يفتقرون لفهم صحيح لطبيعة العلاقة الزوجية.
وأضاف أن من أبرز الحالات التي تستدعي الاستشارة: غياب الحب، ضعف التواصل، تصاعد الجدال، الجفاء العاطفي، العنف المتكرر، أو تخلي أحد الزوجين عن مسؤولياته، إضافة إلى تأثير الاضطرابات النفسية على الاستقرار الأسري.
وقال إن الاستشارة الأسرية ضرورة اجتماعية، وليست رفاهية، داعيًا إلى نشر ثقافة التوجه للمختصين بدل الاعتماد على اجتهادات الأهل أو نصائح غير المختصين، لما تحمله الاستشارة من قدرة على إنقاذ علاقات من التصدع، وتحوّلها إلى روابط أكثر متانة واستقرارًا.