آخر تحديث: 8 / 8 / 2025م - 4:19 م

الوهم القاتل.. كيف يبيع المحتالون الأمل الزائف لمرضى السكري والكلى؟

جهات الإخبارية

حذر المختص في أبحاث المسرطنات، الدكتور فهد الخضيري، من الانسياق وراء الدعايات التجارية المضللة التي تروج لها بعض المراكز الطبية في دول نامية، والتي تدعي امتلاكها علاجات حصرية ومعجزات طبية قادرة على منع بتر القدم السكرية أو الاستغناء التام عن غسيل وزراعة الكلى.

وأكد أن هذه الادعاءات ما هي إلا حيل تجارية وأوهام طبية يروج لها بعض المحتالين بهدف استغلال حاجة المرضى وخداعهم لتحقيق مكاسب مالية على حساب صحتهم.

وأوضح الخضيري أن قرارًا طبيًا حاسمًا مثل بتر القدم السكرية لا يمكن تعميمه، بل هو إجراء يخضع لتقييم طبي دقيق يختلف من حالة إلى أخرى.

وأفاد بأن بعض الحالات المتقدمة قد تستدعي البتر لأسباب طبية واضحة لإنقاذ حياة المريض، بينما يمكن التعامل مع حالات أخرى بفعالية عبر تدخلات طبية حديثة ومُثبتة علميًا، مثل القسطرة العلاجية أو العلاجات الموضعية المتخصصة، أو حتى التدخل الجراحي الذي يهدف إلى تحفيز الدورة الدموية وتنشيط الأنسجة المتضررة.

وشدد المختص على أن التعامل مع الحالات المرضية المعقدة لا يمكن أن يُبنى على تجربة فردية عابرة أو دعاية تجارية برّاقة، بل يجب أن يستند إلى تقييم سريري شامل ومتكامل.

وأشار إلى أن هذا التقييم يأخذ في الاعتبار عدة عوامل حاسمة، منها مرحلة الغرغرينا التي وصل إليها المريض، وعمره، وحالته الصحية العامة، بالإضافة إلى معدل السكر التراكمي الذي يعكس مدى انضباط مستوى السكر في الدم على مدى سنوات طويلة.

وفي هذا السياق، نبه الخضيري إلى أن الضرر الذي يلحق بالأطراف أو الكلى أو شبكية العين لدى مرضى السكري ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج تراكمات لتأثير السكر المرتفع على مدى سنوات من الإهمال أو عدم الانضباط في الالتزام بالخطة العلاجية.

وأكد أن قياسات السكر في الأيام الأخيرة وحدها لا تعكس حقيقة الضرر المتراكم. واختتم دعوته بالتأكيد على ضرورة الرجوع إلى الأطباء المختصين الموثوقين، وعدم الاعتماد على التجارب الفردية أو العلاجات الزائفة المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا الوعي الصحي بأنه خط الدفاع الأول لحماية المريض من التضليل والخطر.