آخر تحديث: 12 / 8 / 2025م - 12:27 م

أ. علي الفريد «أبو حسام».. سيرةُ قلبٍ نَبضَ بالخير حتى آخر لحظة

باسم آل خزعل

في رحيل الكبار، لا تُفقد الأرواح فقط، بل تُفتقد معها الصفات النادرة والمآثر الطيبة التي لا تُشترى ولا تُصطنع. نكتب اليوم بقلوب دامعة ونفوس يعتصرها الحنين، عن رجلٍ لم يكن عابرًا في الذاكرة، بل محفورًا في وجدان كل من عرفه، هو الأستاذ علي الفريد «أبو حسام»، رحمه الله.

لم يكن مجرد رجل، بل مؤسسة من القيم والمروءة، تمشي على الأرض. قلبه الكبير كان بيتًا للجميع، ويداه ممدودتان دائمًا بالعطاء، لا يسأل لماذا أو لمن. يطرق أبواب الخير بصمت، ويسعى لحلّ مشاكل من حوله بفطنةٍ وذكاء اجتماعي نادر، لا يترك خلفه ضجيجًا، بل أثرًا طيبًا يدوم.

شخصيته الآسرة لا تُنسى، فمن لحظة رؤيته تلمح الهيبة، ومن أول حديثٍ تشعر بالطمأنينة. كان كاريزما متفردة، يجبرك على احترامه بسبب تواضعه الجم، فتُدرك أن النبل ما زال موجودًا.

في ساحة التعليم، كان رائدًا لا ينسى. بصماته واضحة في مدارس ومحافظات خدمها، وأثره العميق بقي حيًا في قلوب طلابه وزملائه. كان كما يُقال: معلّم الناس الخير، وصانع جسور المحبة..

أما في المجالس، فكان مدرسة في الرجولة والمروءة. يُحسن الاستقبال، ويُتقن فن الضيافة على أصولها، ويبادر بالسؤال والاهتمام، لا يعرف التصنع، بل يبهرك بجمال طبيعته وعفويته. وحين يُذكر اسمه، تنهال عبارات الاحترام والامتنان من أفواه من عرفوه أو سمعوا عنه.

تُرى كم من حفيدٍ فرح بتكريمٍ أو تفوّق، وكان أول مَن يبتسم له ويصفق له هو جده أبو حسام؟! حتى من لم يعرفه شخصيًا، ما إن يعلموا أنه جدّ هؤلاء، حتى يُقابلوهم بتقديرٍ يليق بمقام جدهم

رحمك الله يا أبا حسام، كنت أكثر من أبٍ ومربٍ.. كنت راية خير تمشي بيننا، وها أنت اليوم تودّعنا بجسدك، لكن روحك وسيرتك باقيتان بيننا تُضيئان الدرب.

إلى جنان الخلد، شملتك ألطاف الله ورحمته وغفرانه…

وإنا لله وإنا إليه راجعون.