آخر تحديث: 26 / 8 / 2025م - 11:56 م

تأمّل نِعَمك... ثم قل: الحمد لله

فوزية الشيخي *

نحن جميعًا نعيش في هذه الحياة، نعم، قد لا ندرك قيمتها أبدًا، ولا نكلّف أنفسنا التأمل في تلك النعم. ماذا لو منحنا أنفسنا شرف التأمل في النعم الظاهرة والباطنة التي أنعم الله بها علينا؟

الحياة ليست مجرد زمن أو وقت يمضي، بل فرص بالغة الأهمية تحتاج منّا إلى شكر وامتنان للخالق جلّ في علاه.

اذهب في زيارة سريعة لمريض في المستشفى، سوف تدرك بعدها نعمة العافية بلا شك، وحينما ترى وتشاهد أولئك المرضى، منهم من يئن، ومنهم من يتوجّع، ومنهم من يصارع الموت بصمت، ستدرك حينها أن الصحة غالية جدًّا، وليست شيئًا لا قيمة له.

حينما تمشي بمفردك بلا ألم وبلا معاناة، حينما تتنفس بسهولة، وحينما تستيقظ كل صباح وأنت معافى في جسدك ولا تشتكي ألمًا، تلك جميعها نعم قد تبدو صغيرة وعادية، لكنها أثمن مما تتخيل.

اذهب إلى المقبرة، سواء لزيارة قريب لك توفاه الله أو لزيارة الأموات بشكل عام بغرض الدعاء لهم والترحّم عليهم. فقط قف بضع دقائق هناك، وشاهد المنظر المهيب الذي أمامك، شاهد القبور، واستمع لصمت المقابر الذي يتّسم بالرهبة وأحيانًا الخوف. تخيّل أنك بين أولئك الأموات الذين تقف بين قبورهم الآن، وتأمّل جيدًا. حينها ستدرك أن لا بد لكل شيء أن ينتهي يومًا ما، وأن هذا المكان الذي أنت فيه الآن سيكون بيتك غدًا.

إن الحياة قصيرة، ولا تستحق أن نهدرها في نزاعات وصراعات لا طائل منها، بل هي فرصة لصنع الأثر وعيش كل لحظاتها بالشكر والامتنان لله وحده.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 6
1
عباس المطرود
2 / 8 / 2025م - 3:54 م
مقالك استاذة تذكير ناعم لكنه قوي بضرورة التأمل والشكر في زمن كثرت فيه الشكوى.
2
نجاة عبد ربه
2 / 8 / 2025م - 6:12 م
ما أقول إلا الله يجزاك خير يا أستاذة فوزية. والله كثير من النعم نعيشها بس مو حاسين فيها.
3
حسين الدهان
[ تاروت ]: 2 / 8 / 2025م - 9:49 م
المقال جميل في مجمله لكن تمنيت لو تطرقت الكاتبة إلى نعمة الأمان وراحة البال خصوصا في ظل ما نراه من حروب ونزاعات حولنا. الصحة نعم لكن الطمأنينة نعمة لا تقل شأنا.
4
زينب المغاسلة
3 / 8 / 2025م - 11:31 ص
طرح الكاتبة جميل بس يظل السؤال: هل مجرد التأمل كاف لتغيير سلوكنا؟ كثير ناس تتأثر لحظيا وتنسى بعد ساعة. نحتاج تفعيل هذا الامتنان بأفعال مو بس أقوال.
5
أم محمد الخاطر
[ القديح ]: 3 / 8 / 2025م - 2:49 م
صحيح إن المقال يركز على الصحة والموت بس في جانب من النعم غير الملموسة أكثر مثل نعمة المحبة ونعمة الصديق الصادق ونعمة القبول بين الناس. كلها تستحق تأمل.
6
ابو احمد ال نوح
4 / 8 / 2025م - 1:25 ص
مقالٌ نابض بالحياة رغم أنه يتحدث عن الموت والمرض، لأنه ببساطة يُعيدنا إلى الحياة من زاوية الوعي والامتنان. لقد لامست الكاتبة بصدق مشاعر القارئ، وسلّطت الضوء على نعمٍ عظيمة نغفل عنها في زحمة اليوميات. نعم، ما أعظم أن نستشعر نعمة الصحة قبل المرض، ونعمة الحياة قبل أن تطوينا الأرض!

وأضيف هنا:
لمن أرادت أن تتذوق طعم الشكر الحقيقي، أو لمن أراد أن يعرف نعم الله تعالى عليه، فليقرأ دعاء الجوشن الصغير… ففيه من النعم ما لا يُعد ولا يُحصى، وفيه إشارة إلى البلايا التي نُعافى منها ونحن لا ندركها، فتأملوا كم نحن في سلامة من أقدارٍ كثيرة كنّا على شفاها، فسترنا الله منها بلطفه وكرمه.

شكرًا للكاتبة على هذا المقال الذي يحرك القلوب ويوقظ الضمائر، ويعيد ترتيب أولوياتنا في هذه الحياة القصيرة، لتكون البداية دومًا من الشكر لا من الشكوى