آخر تحديث: 2 / 8 / 2025م - 11:06 م

الشيخ الصفار: تشويه سمعة الآخرين اغتيال لشخصياتهم

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار: إن تشويه سمعة الآخرين لإسقاط احترامهم اغتيال لشخصياتهم وهو محرّم كحرمة دمائهم.

وتابع: على الإنسان أن يكون حذرًا من المشاركة في اغتيال شخصيات الآخرين، أو أن يستدرج إلى معارك فئوية للتعبئة ضد هذا الرمز أو تلك الشخصية.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الإمام الحسن ومحاولات اغتيال الشخصية.

وأوضح الشيخ الصفار أن الإنسان شخص وشخصية، الشخص هو الكيان المادي الجسمي، والشخصية هي الكيان المعنوي والمقام الاعتباري للإنسان، في أنظار المحيطين به، بما له من سمعة واحترام.

وتابع: قد يتعرض الإنسان لعدوان يستهدف قتله وتصفيته الجسدية، وهذا اغتيال لشخصه، وقد يتعرض لعدوان يستهدف إسقاط مكانته المعنوية، وسمعته واحترامه بين الناس، وهذا اغتيال للشخصية.

وأضاف: يحدّثنا القرآن الكريم أن معظم الأنبياء تعرضوا من قبل أعدائهم لهذين النوعين من المحاولات: تصفية أشخاصهم بالقتل، وإسقاط شخصياتهم بالاتهامات الباطلة.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ .

وذكر أن هدف الصنفين من المحاولات، هو محاصرة دعوة الأنبياء، ومنع تأثيرها على الناس، واستجابتهم لها، أما بالقضاء على وجود النبي، أو بإسقاط شخصيته، فلا يتأثر الناس به.

وبيّن أن هذا الأسلوب بقي متبعًا في التعامل مع أوصياء الأنبياء، وأئمة الهدى، والمصلحين في مسيرة المجتمعات البشرية، حيث يُستهدفون في أشخاصهم وشخصياتهم، وحتى بعد انتهاء حياة أشخاصهم، قد يستمر الاستهداف لشخصياتهم بتشويهها، لمنع تأثير هديهم ومنهجهم في الأجيال اللاحقة.

ودعا لليقظة والوعي، بأساليب الأعداء في محاصرة دعاة الخير والإصلاح في المجتمعات، وتشويه شخصياتهم، لإسقاط احترامهم، ومنع تأثيرهم الاجتماعي، وإبعاد الناس عن الالتفاف حولهم.

وتابع: لقد عانى المصلحون في مجتمعات الأمة من محاولات الاغتيال لشخصياتهم، بمختلف التهم المصطنعة والملفقة.

وأضاف: من المؤسف أن ساحتنا الدينية تعاني كثيرًا من سوء إدارة الاختلاف في الرأي، أو تضارب المصالح، الذي يتحول إلى حملات تشويه وتعبئة مضادة متبادلة، تستخدم فيه فتاوى التكفير والتبديع والتضليل، واختلاق التهم لإسقاط الشخصية.

وأشار إلى أن الدين يؤكد على حرمة شخصية الإنسان، كما يؤكد على حرمة شخصه وماله، وكما يحرّم سفك الدم فإنه يحرّم انتهاك الحرمات، مستشهداً بما ورد عن النبي ﷺ: «اَلْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ اَلنَّاسُ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ».

اغتيال شخصية الإمام الحسن

وفي موضوع متصل بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الحسن تحدث سماحته عمّا واجهه الإمام ، فقد كان غرضًا لمحاولات الاستهداف لتصفية شخصه وشخصيته.

وتابع: لقد استهدف شخصه عدة مرات، فقد طعن الإمام الحسن في فخذه من بعض المتمردين في معسكره، كما أنه سقي السم أكثر من مرة.

وأضاف: أما محاولات اغتيال شخصيته فكانت متعددة أيضًا في حياته، وبعد وفاته، ونقف هنا عند إحدى المحاولات، وهي اتهامه في سيرته الزوجية والعائلية، لتشويه سمعته، وإسقاط شخصيته.

وفي مورد دفاعه عن شخصية الإمام الحسن قال: إن الرجل الذي تحدّث رسول الله ﷺ والصحابة والتابعون عن علمه وفضله وسخائه وحلمه، كيف يتهم بهذه التهم البعيدة عن سيرته وفكره.

ولفت إلى أن المسلمين بايعوا الإمام الحسن بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين علي ، خليفة على الأمة، وقائدًا لمسيرتها، حيث بايعه أهل الكوفة، وأهل البصرة والمدائن وبلاد فارس، والحجازيون واليمنيون، وجميع الأمصار الإسلامية، عدا معاوية في الشام ومن تبعه.

وتابع: رغم ذلك فقد حاولت الجهات المناوئة تشويه شخصية الإمام الحسن وسيرته، وتصويره كرجل شهواني، مهموم بالجنس، وبكثرة الزواج والطلاق.

تسرب الفرية لكتب الشيعة

وأبان أن الأمر الغريب المدهش وجود روايات في مصادرنا الشيعية المعتمدة، تؤكد هذه الفرية، كما جاء في كتاب الكافي للشيخ الكليني.

وتابع: والأكثر إثارة للغرابة والدهشة أن بعض علمائنا الأجلاء، انشغلوا بالدفاع عن هذه الروايات وطرح المبررات لها.

واستدرك: لكن هناك من علمائنا المحققين من ردّ هذه الروايات، وناقشها من منظار عقدي، وأخلاقي، وتاريخي، ووثائقي، ليثبت عدم صحتها.

نقد التراث وتقويمه

ودعا لتعزيز رؤية التعامل مع الأحاديث والروايات الواردة في مصادر التراث، بمنهجية التمحيص والتحقيق والنقد والتقويم.

وتابع: لا يكفي وجود الحديث في مصدر معتبر، ولا ورود الحديث بسند معتبر، بل لا بد من عرض متنه على كتاب الله تعالى، وعلى السنة الثابتة، ومرئيات العقل السليم.

وأضاف: إن تراثنا مخترق من قبل الوضّاعين والدّساسين، كما نص على ذلك أئمة أهل البيت .

واستشهد بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ صَادِقُونَ لاَ نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ عَلَيْنَا فَيُسْقِطُ صِدْقَنَا بِكَذِبِهِ عَلَيْنَا عِنْدَ اَلنَّاسِ».