بنسبة 50%.. المتفائلون من مرضى القلب أقل عرضة لدخول المستشفى مجددًا

أكد استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، الدكتور خالد النمر، أن التفاؤل والمزاج الإيجابي يمثلان عاملين حاسمين في تسريع عملية تعافي مرضى القلب بعد خضوعهم للعمليات الجراحية، مشدداً على أن الدعم النفسي من المحيطين بالمريض، من طاقم طبي وأسرة، يلعب دوراً محورياً في تحقيق نتائج علاجية أفضل.
واستشهد النمر في هذا السياق بنتائج دراسة أمريكية أجريت في مدينة بيتسبرغ، والتي قدمت دليلاً علمياً على تأثير الحالة النفسية للمريض على احتمالية إعادة دخوله إلى المستشفى بعد جراحات زراعة الشرايين التاجية، وهي من العمليات الكبرى في مجال طب القلب.
وكشفت الدراسة، التي تابعت 309 مرضى، أن المتفائلين كانوا أقل عرضة بنسبة تصل إلى 50% للعودة إلى المستشفى خلال الأشهر الستة الأولى بعد الجراحة، وذلك مقارنةً بنظرائهم من المتشائمين، مما يبرز الأثر الوقائي الملموس للتفاؤل على مسار الشفاء.
وأشار النمر إلى أن أهمية هذه النتائج تكمن في أن العلاقة بين التفاؤل وانخفاض معدل دخول المستشفى بقيت ثابتة وقوية، حتى بعد استبعاد تأثير عوامل نفسية أخرى قد تكون مؤثرة، مثل الاكتئاب والقلق ومستوى تقدير الذات لدى المرضى.
وخلصت الدراسة إلى أن تعزيز التوقعات الإيجابية لدى المرضى لا يقتصر أثره على تحسين معدلات الشفاء الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل تقليل الأعباء المالية المترتبة على تكرار الإقامة في المستشفيات، مؤكدةً أن التفاؤل يمكن اعتباره مؤشراً مهماً للتنبؤ بنجاح العمليات الجراحية الكبرى.