غاز صامت كاد يقتلهم.. كيف عاد ثلاثة مصابين من حافة الموت في الأحساء؟
تمكّن فريق طبي متخصص بمستشفى الملك فهد بالهفوف، التابع لتجمع الأحساء الصحي، من إنقاذ حياة ثلاثة مصابين تعرضوا لاختناق حاد وتسمم بغاز أول أكسيد الكربون، وذلك بعد تدخل علاجي عاجل ومتكامل عقب وصولهم إلى قسم الطوارئ في حالة حرجة إثر حريقين منفصلين.
وأوضح تجمع الأحساء الصحي أن المصابين وصلوا إلى المستشفى وهم يعانون من ضيق شديد في التنفس مع انخفاض ملحوظ في مستوى الوعي، حيث كشفت الفحوصات الطبية الدقيقة عن تعرضهم لتسمم حاد بغاز أول أكسيد الكربون السام، الذي يُعد من النواتج الخطرة للحرائق لكونه عديم اللون والرائحة، مما يجعله تهديدًا صامتًا للحياة.
وأفاد التجمع بأن الفريق الطبي المختص بادر على الفور بتطبيق بروتوكول علاجي مكثف، شمل تزويدهم بالأكسجين عالي التركيز لمواجهة نقص الأكسجة، وإجراء جلسات تنظيرية دقيقة لتنظيف المجاري التنفسية من آثار الأدخنة، مع إخضاعهم لمراقبة حثيثة لوظائفهم العصبية والتنفسية لضمان استجابتهم للعلاج.
وبيّن أن هذا التدخل السريع والكفء أسهم في استقرار حالات المصابين الثلاثة، الذين تم إدخالهم إلى قسم العناية الحرجة لفترات تراوحت بين يوم واحد وتسعة أيام، قبل نقلهم إلى أجنحة التنويم لاستكمال الرعاية الطبية، ومن ثم مغادرتهم المستشفى بعد تعافيهم التام وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.
وأكد تجمع الأحساء الصحي أن نجاح هذه المهمة الطبية المعقدة يعكس مستوى الجاهزية العالية لمنظومة الطوارئ والعناية الحرجة بالمستشفى، ويسلط الضوء على أهمية التكامل والتنسيق الفعّال مع فرق الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي، مما يرسخ دور المستشفى كمركز مرجعي موثوق في التعامل مع حوادث الاختناق والإصابات الناتجة عن الحرائق.
