أنصار الإمام الحسين (ع): قيس بن مسهّر الصيداوي
قيس بن مُسهِّر الصيداوي «المعروف أحياناً بـ ”قيس بن مسهر الصيداوي“» هو أحد أشهر أصحاب الإمام الحسين بن علي ، وقد تميّز بدوره كسفير ورسول بين الإمام وبين أهل الكوفة ومسلم بن عقيل «عليهما السلام» في أحداث ما قبل كربلاء.
النسب: ينتمي قيس بن مسهّر الصيداوي إلى قبيلة بني أسد، تحديدًا بطن ”صيدا“، ولذلك يُنسب إليها، وكان يُوصف بأنّه رجل شجاع ويسعى بصدق لخدمة أهل البيت .
دوره التاريخي: في ليلٍ هادئ من ليالي الكوفة، كان قيس بن مسهّر الصيداوي يطوي الطرقات بخطى ثابتة وقلبٍ مفعم بالعقيدة. لم يكن مجرد رجل من بني أسد، بل كان قلبًا نابضًا بولاءٍ صادق للإمام الحسين بن علي «عليهما السلام»، وسُرعان ما صار قيس لسان أهل الكوفة، يحمل على كتفه صحائف المحبين، وقلوب المشتاقين، ويشدّ رحاله نحو مكة، وهناك، حين التقى الإمام الحسين ، سلّمه الرسائل، لكنّه لم يسلم من دموع الرجاء حين قال: ”يا ابن رسول الله، إنّ القوم ينتظرونك، وقد بايعوا مسلم بن عقيل، فالعزم العزم…“
كان قيس واحدًا من حملة رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين في مكة، وعلى رأسهم أول رسالة تضم حوالي 150 صحيفة دعوه للقدوم إلى الكوفة. عُرف بأنّه رسول الإمام ومسلم بن عقيل «عليهما السلام»، حيث نقل رسائل بينهما، وقام بصحبة الإمام في الرحلة من مكة إلى الكوفة، وأبلغ بالكثير من الأحداث الجارية.
اعتقاله واستشهاده: بعد دخوله القادسية في مهمة أوكلها له الإمام الحسين ، قُبض عليه من قبل قوات عبيد الله بن زياد، فقام بتمزيق الرسالة التي كان يحملها حتى لا تُستخدم ضده، ثم استشهد قبل واقعة كربلاء بأيام قليلة حيث أمر عبيد الله بن زياد قيسًا أن يصعد المنبر في المسجد ويشتم الإمام الحسين وأباه أمير المؤمنين «عليهما السلام»، لكنّه خالف الأمر وأثنى على الإمام الحسين وأهل البيت
وشتم يزيد وابن زياد، فضجّ المجلس، وتغيّر وجه ابن زياد فأمر عبيد الله بطرحه من أعلى قصر الإمارة، فاستشهد «رحمه الله» شهيدًا للحق والكلمة.
أقوال وردت بشأنه: ورد عن الإمام الحسين حين بلغه خبر استشهاد قيس أنّه قال: ”اللهم اجعل لنا ولشيعتنا عندك منزلاً كريمًا، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك، إنّك على كل شيء قدير“، وفي قول آخر: ”فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر… اللهم اجعل لنا ولهم الجنة منزلاً…“، كما ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة: ”السلام على قيس بن مسهّر الصيداوي“، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.