آخر تحديث: 28 / 7 / 2025م - 11:23 م

كيف تدمر سموم السجائر خلايا الدماغ وتسرّع ظهور أعراض الخرف؟

جهات الإخبارية

كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود علاقة وثيقة بين التدخين المفرط وتقلص مناطق الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف والاضطرابات الإدراكية لدى المدخنين، لا سيما مع تقدم العمر.

وركزت الدراسة، التي شملت أكثر من 10 آلاف مشارك تراوحت أعمارهم بين 18 و97 عامًا، على مقارنة حجم المادة الرمادية والبيضاء في أدمغة المدخنين مقابل غير المدخنين. وأظهرت النتائج تراجعًا ملحوظًا في حجم هذه المواد لدى الأشخاص المدخنين، خاصة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والمعالجة المعرفية مثل الحُصين والقشرة الحزامية.

ووفقًا لفريق الباحثين، فإن تأثير التدخين على الدماغ لا يتوقف عند عدد السجائر اليومية، بل يتداخل مع عوامل أخرى مثل السمنة. فقد تبين أن العلاقة بين مدة التدخين وانكماش حجم الدماغ تصبح أضعف نسبيًا عند إدخال مؤشر كتلة الجسم في التحليل، ما يشير إلى دور محتمل للسمنة في تسريع هذه التغيرات العصبية.

وبحسب دراسات سابقة استندت إليها الورقة البحثية، يسهم التدخين في نحو 14% من حالات الخرف على مستوى العالم، ما يرفع من مستوى القلق تجاه استمرارية هذه العادة وتأثيرها البطيء والخفي على صحة الدماغ.

ويرى الباحثون أن السموم الكيميائية الموجودة في دخان السجائر قد تؤدي إلى التهابات عصبية مزمنة تتسبب في تلف الخلايا العصبية وانحلال الروابط بينها، وهي من السمات الأساسية في تطور مرض الزهايمر.

واستخدم فريق الدراسة التي نشرت في مجلة NPJ Dementia تقنيات متقدمة في التصوير بالرنين المغناطيسي ثلاثي الأبعاد، إلى جانب نماذج تعلم عميق لتحليل أدق لتغيرات الدماغ وتحديد أكثر المناطق عرضة للضمور المرتبط بالتنكس العصبي.

ورغم قوة العينة والتحليل الإحصائي المعتمد، أشار معدو الدراسة إلى أن التصميم المقطعي لا يتيح تأكيد علاقة سببية قاطعة، كما لم تُدرج المؤشرات الحيوية الرئيسية لمرض الزهايمر مثل بروتين تاو أو الأميلويد ضمن نطاق التحليل.

وتشير الخلاصة العلمية للدراسة إلى أن التدخين، خصوصًا عند اقترانه بالسمنة، يعد من أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى تراجع تدريجي في وظائف الدماغ، حتى قبل ظهور الأعراض السريرية الواضحة، وهو ما يستدعي وقفة جادة في سياسات الصحة العامة.

وشدد الباحثون على أهمية تعزيز حملات الإقلاع عن التدخين والتوعية بمخاطر التبغ، ليس فقط على القلب والرئتين، بل أيضًا على الدماغ، خاصة وأن الخلل الناتج قد يكون صامتًا لكنه تراكمي في تأثيره. كما نُصح باتباع أسلوب حياة صحي يشمل ضبط الوزن وتجنب العادات المؤذية للوقاية من الأمراض العصبية التنكسية في مراحل لاحقة من العمر.