جنس المولود في العائلة ليس خبط عشواء
كلية تي. إتش. تشان للصحة العامة، جامعة هارفارد
Biological sex at birth isn’t random, study finds
Harvard T.H. Chan School of Public Health
July 22,2025
جنس الجنين عند الحمل، المحدد من قبل الكروموسوم الجنسي في الحيوان المنوي [1] ، طالما اعتُبر مثالاً جليًا على التوزيع الثنائي البسيط [أو التوزيع ذي الحدين (في هذا المثال إما ذكر أو أنثى [2] ]، مما يعني أن كل عملية إخصاب هي عشوائية ومستقلة عن غيرها من عمليات الإخصاب الأخرى، كقرعة العملة المعدنية [3] . ويعود هذا الفهم إلى الانقسام الاختزالي [4] ، حيث تُنتج الحيوانات المنوية بأعداد متساوية تحتوي إما على كروموسوم (X) أو كروموسوم (Y) [5] . ومع ذلك، لاحظ بعض الباحثين المشاركين في الدراسة حالات إنجاب أطفال من جنس واحد فقط حصلت لأصدقائهم أو زملاء عملهم أو أقاربهم من الدرجة الأولى أو لأنفسهم، مما أثار تساؤلات حول احتمال الصدفة في جنس المولود.
هناك نظرية راسخة في علم الأحياء التطوري تُشير إلى أن الصفات الوراثية، سواءً الجينية أو البيئية، قد تؤثر في عملية تحديد الجنس، مما يُمكّن من توريث خصائص من شأنها أن تُحسّن اللياقة الإنجابية للنسل [أي قدرة الكائن الحي على البقاء والتكاثر، وتوريث جيناته بنجاح إلى الجيل التالي] [6] [7] . على سبيل المثال، أفاد البعض بأن الآباء والأمهات الوسيمين أكثر احتمالًا لإنجاب بنات؛ بينما اولائك الأثرياء، والعدوانيون، وضخام. الجثث، وطوال القامة، أكثر احتمالًا لإنجاب أطفال ذكور [8] [9] .
اقترح باحثون آخرون أن العوامل المتعلقة بالأم، مثل درجة حموضة المهبل، ودرجة حرارته، وطول الطور التكاثري (مرحلة من مراحل الدورة الشهرية [10] ]، أو مرحلة الدورة الشهرية أثناء انعقاد الحمل [مرحلة الإباضة خلال الدورة الشهرية]، قد تؤثر بشكل مختلف على قابلية الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم X أو Y للبقاء حية. ومع ذلك، لم تُؤكَّد أيٌّ من هذه الفرضيات في دراسات وبائية واسعة النطاق، ولا تزال العوامل الوراثية المتعلقة بجنس المولود لم تُكتشف بشكل كافٍ [11] .
هدفنا هو الإجابة على سؤالين فيما يخص الأم: (أ) ما إذا كان جنس المولود يأخذ شكل التوزيع الثنائي البسيط [ذكر أو أنثى] أم شكل توزيع بيتا ثنائي الحدين [وهذا التوزيع مفيد في معرفة احتمال ولادة مواليد دائمًا ذكور أو دائمًا إناث، لأن احتمال ولادة ذكر ليس بالضرورة ثابتًا في جميع العائلات. بل قد يختلف بسبب عوامل جينية أو بيئية أو غيرها. باستخدام توزيع بيتا لنمذجة الاحتمال الأساس لولادة ذكر، مثلًا، ثم استخدام التوزيع الثنائي لنمذجة العدد الفعلي للمواليد الذكور، وبهذه الطريقة تكون الصورة أدق وأسهل لتفسير التباين الملاحظ في نسب المواليد الذكور والإناث] [12] ، و(ب) ما إذا كانت هناك سمات قابلة للتوريث بمستوىً عالٍ (مثل اللون الطبيعي للشعر، وفصيلة الدم، وطول القامة، والنمط الزمني [13] و/ أو عوامل إنجابية (مثل، السن عند بدء الحيض والسن عند الولادة الأولى) مرتبطة بإنجاب أطفال من جنس واحد. أجرينا أيضًا دراسة ارتباط الجينوم الكامل (GWAS) لتحديد ما إذا كانت أي مواضع جينية مرتبطة بإنجاب أطفال من جنس واحد. تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تتضمن بيانات من الأم فقط.
الدراسة المذكورة في هذا التقرير جرت بفضل جهود باحثي كلية تي اتش تشأن للصحة العامة، جامعة هارفارد، سعيًا منهم لحماية وتعزيز الصحة العامة.
احتمال ولادة أطفال ذكور فقط أو إناث فقط قد لا يكون بالضرورة احتمالًا متساوٍ، وفقًا لدراسة جديدة [14] أجرتها كلية تي إتش تشان للصحة العامة في هارفارد،
الدراسة، التي نُشرت في 18 يوليو 2025 في مجلة ”تقدم العلوم [14] “، وجدت أن جنس المولود يقترن بسن الأم [في وقت الولادة]، وبعض الجينات، وجنس الأشقاء (أو الشقيقات) الأكبر منه سنًا.
قال يورج شافارو Jorge Chavarro, برفسور التغذية وعلم الأوبئة والمؤلف الرئيس للدراسة، في مقال [15] نُشر في صحيفة واشنطن بوست في 18 يوليو 2025: ”لو أنجبت المرأة طفلتين أو ثلاث طفلات وحاولت إنجاب طفل ذكر، فالتعلم أن احتمال إنجابها طفلًا ذكرًا أو أنثى ليس بالضرورة احتمالًا متساوٍ. إذ من المحتمل جدًا أن تُرزق بفتاة أخرى.“
تناول الباحثون بالدراسة أكثر من 146,000 حالة حمل حدثت لـ 58,000 ممرضة أمريكية - شاركن في دراسة صحة الممرضات الممولة من المعاهد الوطنية للصحة - بين عامي 1956 و 2015. ووجدوا أنه بدلًا من أن تكون نسبة احتمال أن يكون جنس المولود دائمًا ذكرًا أو دائمًا أنثى هي نسبة متساوية، فإن بعض الأمهات كانت أكثر احتمالًا لإنجاب أطفال من نفس جنس ما سبقهم من أشقاء أو شقيقات. الأمهات، اللاتي لديهن ثلاثة أطفال أو أكثر، من المرجح أن ينجبن أطفالًا إما جميعهم من الذكور أو جميعهن من الإناث مقارنة بما كان من شأنه أن يُتوقع لو كان جنس المولود اعتباطيًا تمامًا.
وجدت دراسة أن لسن الأم دور رئيس في جنس الطفل المولود. النساء اللائي بدأن في الإنجاب فوق سن 28 عامًا كانت أكثر احتمالًا بنسبة بسيطة لإنجاب إما ذكور فقط أو بنات فقط. قال شافارو إن هذه الاختلافات قد تكون بسبب التغيرات البيولوجية في النساء مع تقدمهن في السن. وجدت الدراسة أيضًا اثنين من الجينات مرتبطين بإنجاب ذكور فقط أو إناث فقط. قال شافارو: ”لا نعرف سبب ارتباط هذين الجينين بجنس المولود، ولكنهما مرتبطان بالفعل، وهذا يفتح أسئلة جديدة“. وأوصى بأن تتناول الدراسات المستقبلية بالبحث فيما إذا كان نمط الحياة والتغذية والتعرض للمواد الكيميائية البيئية لها دور في نوع جنس المولود.