آخر تحديث: 30 / 7 / 2025م - 3:00 ص

تطوير الفكر باتباع غيث السماء.. الإمام السجاد (ع)

نجمة آل درويش‎ *

"عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين ، قال:

سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي منادٍ: أين أهل الفضل؟

قال: فيقوم عنق من الناس، فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟

فيقولون: كنا نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا.

قال: فيقال لهم: صدقتم. ادخلوا الجنة.

بهذا الحديث، يرسم الإمام السجاد معالم الفكر الإلهي الذي يعلو فوق ردود الأفعال البشرية المعتادة. فكرًا لا ينتظر المعاملة بالمثل، بل يتجاوزها إلى الرحمة والكرم والتجاوز.

عندما نتكل على حبّ أهل البيت في غفران الذنوب، لما لهم من منزلة عظيمة عند الله، فإن ذلك يشبه — إلى حدٍّ ما — حين نُحب إنسانًا بكل ما فينا، ونتكل على هذا الحب ليسامحنا في كل أخطائنا.

لكن ذلك لا يحدث دائمًا.

فحتى في علاقتنا مع الله، الحب وحده لا يكفي.

لكل شيء حدّ، ولكل ذنب حساب، ولا يُغفر إلا بالرجوع، والصدق، والنية.

ومع هذا، يبقى الأمل كبيرًا.

فالكثير من آيات القرآن الكريم تصف الله بالغفور الرحيم.

وقد ورد في القرآن الكريم نحو 72 مرة وصف الله بـ ”غفور رحيم“، ليبقى هذا الرجاء حاضرًا في القلب دائمًا:

﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ

﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

ومن أعذب ما ورد، دعوتُهُ لنا أن نغفر كما نحب أن يُغفر لنا:

﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ [النور: 22]

وكأن الآية تقول لنا:

اغفروا… ألا تحبّون أن يغفر الله لكم؟

مهما تعددت الأخطاء من أخيكم، اغفروا له.

وكأن الله يُعلّمنا أن الحب يجعل من التسامح أمرًا يسيرًا، إن كانت بيننا وبين من أخطأ، ذكرى محبة

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زهراء منصور
[ القديح ]: 21 / 7 / 2025م - 11:11 ص
أجمل فقرة عندي: “الحب وحده لا يكفي”.. كم من الناس تغش نفسها بهذا الظن بينما الله يريد منا قلبا صادقا وسعيا لا دعوى فقط.