الانفعالات ونتائجها
الانفعالات في غير محلها عادة غير محمودة، ولها انعكاسات وعواقب سلبية، تخلق جوًا من التوتر والغضب والاشتباك المتبادل حينما تسود لغة الغلبة، وكلٌ يريد إثبات ما يراه هو الحقيقة والصواب، فترى بعضهم يتشبث برأيه ويصر عليه، وهذا ما تلاحظه خلال المناقشات الحادة التي تنتهي إلى غضبٍ وطريقٍ مسدود.
لا ننسى طبعًا أن بعض الانفعالات ذات طابع إيجابي وبعضها سلبي، وهذا يتوقف على نوعية الحدث وطبيعته، فمثلًا الوالدين عندما يلمسون خطأً ما من أحد الأبناء أساء فيه من الجانب الأخلاقي المعيب في حق نفسه أو أحد إخوته أو زملائه، ينفعل الوالدان غضبًا ويوجهان له الكثير من اللوم والعتب والتحذير وتوجيهه إلى ما ينبغي فعله لتفادي هذا الأمر وتبعاته مستقبلًا، إذا هناك انفعال مستحسن ومطلوب لمعالجة بعض القضايا أُسريةٌ كانت أو اجتماعيةً.
أما من ناحية أخرى، يكون الانفعال كما ذكرنا آنفًا سببًا لخلخلة مجتمعية وتصادم في الآراء والتوجهات، والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى التقاطع والتباعد، وأكثر ما يقلق هو عندما تشتد الانفعالات وتتضخم، خاصةً في ضياع الحقوق، ماديةً كانت أو معنويةً، وتبعاتها ونكرانها من قبل الأطراف المتنازعة، وما ينتج منها من غضب ونتائج سلبية، حيث كلٌ يدّعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم وصالًا، وبشكل عام يدعو القرآن الكريم إلى ضبط النفس والتحكم في الانفعالات والتحلي بالصبر والحكمة في التعامل مع المواقف المختلفة وترك الغضب، عندما قال ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾ [الأعراف - 199].
وجاء في أحد الأحاديث المروية عن أهل البيت ، الذي قيل فيهُ: ”إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر مما له.“
إذاً، لنتحكم من الآن وصاعدًا في انفعالاتنا وغضبنا، فما كان خيرًا لنا نسعى إليه ونتفاعل معه، وما كان غير ذلك فتركه والابتعاد عنه، وتجنبه هو من أحسنِ الخيارات وأفضلها..
والله الموفق.