آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 2:00 ص

القراءة بين الرجال والنساء

يوسف أحمد الحسن * البلاد البحرينية

ليس هناك ما يشير علميًّا إلى وجود فروق بين النساء والرجال في القدرات القرائية؛ بناء على عدم وجود فروق بيولوجية بين أدمغة الرجال والنساء، إنما الفرق - إن وجد - في الاهتمامات القرائية وفي عادات القراءة رغم تقاربهما إلى حد بعيد.

ويعود الفرق في الاهتمامات القرائية إلى ظروف كل منهما والبيئات الثقافية والاجتماعية التي ينشؤون فيها؛ من تربية أو تعليم في المدارس، وإلى تفضيلات كل منهما بناء على التحديات التي يواجهها كل طرف وتوقعاته. ففي بعض الدول التي لم يسمح فيها بتعليم النساء إلا متأخرًا كانت نسبة القارئات فيها متدنية جدًّا بطبيعة الحال، ثم حين فتح باب التعليم لهن بدأن بالقراءة، لكن بعض المجتمعات كانت متحفظة حتى في المجالات التي تقرأ فيها النساء.

ونظرًا لبعض التحفظات أيضًا لم تكن النسوة يكتبن كثيرًا، وإن كتبن فبأسماء مستعارة قد تكون حتى أسماء ذكور، مع وجود حذر من ولوج باب الشعر، وإن ولجنه فقد كن يبتعدن عن موضوعات الحب والغزل. وقد عبر الدكتور عبد الله الغذامي عن تحاشي ذكر اسم النساء في الكتابة الأدبية بقوله: ثم تدهور الوضع ليصبح الاسم نفسه من الممنوعات، ولا نعرف على اليقين متى أصبح اسمها عورةً، فلم يكُ ذلك في الجاهلية مع شيوع الوأد، ولا في عصور الإسلام المبكرة، وإنما جاء متأخراً، وربما يكون ثقافة مدنية وليست بدوية ولا ريفية في الأصل.

وتفضل النساء بشكل عام قراءة الروايات والكتب التي تتحدث عن العلاقات الإنسانية والعواطف «مع وجود حديث عن تفوق في الفهم اللفظي لدى النساء»، في حين يفضل الرجال أنواعًا أخرى من الكتب؛ مثل الكتب العلمية وروايات الخيال العلمي والسير الذاتية والتاريخ، حسب الموقع المتخصص في الكتب والقراء «قودريدز».

ولا يمكن أن نعد هذه الفروقات إن وجدت قواعد صلبة؛ إذ غالبًا ما يكون للثقافة والمزاج الاجتماعي أدوار في تشكيل عادات القراءة لدى الطرفين، فبينما يُشجَّع الأولاد على الأنشطة البدنية والتوجهات التكنولوجية والقراءة فيهما، تُشجَّع الفتيات على مجرد القراءة كنشاط هادئ، ولكونه مدفوعًا بعوامل أخرى مثل الميل نحو الحشمة وبقاء النساء في البيوت في بعض المجتمعات. من هنا يمكن القول إن الفروقات في توجهات القراءة بين الجنسين هي في الميولات الفردية وفي التربية والتجارب الحياتية والمزاج العام الاجتماعي وليست فروقًا بيولوجية.