رابطة العالم الإسلامي.. تطوير الأداء ومواكبة المتغيرات
دشنت ”رابطة العالم الإسلامي“ الخطة الاستراتيجية ”المطورة“ والحوكمة ”المُحَدَّثة“ للرابطة، حيث يراعي هذا التطوير ”التحولات النوعية في مهمات الرابطة، ولاسيما توسع البرامج الدولية ذات الصلة بتفعيل“ وثيقة مكة المكرمة، ووثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية ”، وفق ما نشرته“ الرابطة ”عبر موقعها الإلكتروني. هذا التحديث يأتي للبناء على“ أُسس الرابطة التي أُنشئت من أجلها، واشتمل عليها نظامها الأساسي ”، وفق الأمين العام ل“ الرابطة ”الشيخ محمد العيسى، حيث تعتبرُ هذه الأسس“ مبادئ راسخة تُسَخَّر لها كل الإمكانات والخطط". إنما السؤال الأساسي: لماذا هذه الخطوة، وما الغايات المرجوة منها؟
من يتابع المؤتمرات التي تعقدها ”الرابطة“ والمشاريع التي تشتغل عليها، يجد أن هناك حركة دائمة، جعلتها من أهم المؤسسات الدولية الفاعلة، ليس في العالم الإسلامي وحسب، بل في قارات متعددة، لأن الرؤية التي ينطلق منها الشيخ العيسى، أساسها تعايش المسلمين جنباً إلى جنب مع بقية أقرانهم من البشر، وبالتالي فإن الحياة الكريمة لكي تُدرك، لابد أن تكون للجميع، وعبر بناء علاقات سوية بين مختلف الأديان والثقافات، وأن يكون المسلمون جزءا فاعلا في مجتمعاتهم، منخرطين في العمل الحكومي والأهلي، وبالتالي فلا مناصَ من تحقيق التعاون المبني على الاحترام المتبادل والمواطنة العادلة والمساواة في الحقوق والواجبات
من جهة أخرى، من أهم الملفات التي تشتغل عليها ”رابطة العالم الإسلامي“ ملف إرساء السلام بين الشعوب المتنوعة، والتطورات الأمنية والحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتصاعد الخلافات السياسية والاقتصادية عالمياً، تحتم على ”الرابطة“ أن تأخذ هذه المتغيرات بعين الاعتبار، وبالتالي تعمل على التكيف معها، وتطوير أدوات العمل، بما يجعلها أكثر فاعلية وقدرة على التأثير والإقناع والديمومة.
لذا فإن تطوير استراتيجية ”الرابطة“ دليل على أن السياسات التي تنتهجها لا تتسم بالجمود، إنما بالمرونة العالية، وعدم البقاء رهينة تصورات محددة، قد تكون مفيدة في مرحلة ما مضت.
إن التغيير دليلُ نضجٍ، ومؤشرٌ على أن الدافعية في العمل مستمرة، من أجل عالمٍ أفضلٍ يعيش فيه البشرُ بسلام.