آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 10:36 م

التنبؤ السلوكي للآخرين عند قيادة السيارة

المهندس أمير الصالح *

”القيادة: ذوق وأخلاق وفن“ هو شعار إدارات المرور في معظم الدول على مدى سنوات طوال. وشخصيًا أرى أنه حان وقت مراجعة الشعار، ليُقرأ: ”القيادة: ذوق وأخلاق وفن وحسن تنبؤ“.

نؤمن بأن الالتزام بالأنظمة المرورية والانتباه التام وعدم التشتت أثناء القيادة، وإعطاء الطريق حقه وحفظ حقوق المارّة ستُلغي الفوضى المرورية، وتحد من الحوادث بالمَركبات. ونؤمن أيضًا بأن قيادة المركبة تعكس إلى حد كبير أخلاق وسلوك الشخص الذي يقودها، ورزانته وطرق استعماله للممتلكات الخاصة واحترامه للأنظمة. ولأن إدارات المرور حول دول العالم أسهبت في تغطية مفردات الأنظمة والضوابط وجزئية الأخلاق ومنح الأفضلية المرورية عبر حملات تثقيفية وتلفزيونية، أود هنا أن أسلط الضوء على مفردة: ”التنبؤ السلوكي لقائد/قائدة المركبة“.

قبل عدة سنوات، تم تدشين مرحلة فسح حق قيادة المركبات للمرأة في عدة دول عربية. واليوم نعيد قراءة المشهد بهدف تدارس كيفية تحسين السلوك التنبؤي لكل من الرجل والمرأة أثناء قيادة المركبات واستخدام الطرق. لم أقف على دراسة إحصائية تبين معدل الحوادث السنوية التي تسببها المرأة مقابل الرجل. ولم أقف على دراسة أكاديمية محلية تبين مستوى التقيّد بالأنظمة المرورية من جهة الرجل والمرأة.

أحسست أن سلوك قائد المركبة بناءً على الجنس من بعض المواطنين أمر مهم وسيعزز مخرجات الرسائل التوجيهية. ونقترح تبني دراسة محلية معمقة في هذا الشأن.

الجنس: النساء وينقسم لعدة مراحل عمرية:

أ - الشابات

ب - المسنات

لقد كان تدويني لملاحظات معينة تُعين السائق على تحسين مستوى التنبؤ السلوكي لقائدي المركبات الأخرى، وأشارككم التالي:

إذا رأيت حديث القيادة للسيارة «مراهق/امرأة/فتاة/رجل» بغض النظر عن العمر يقود/تقود سيارتها، وفجأة اشتغلت مساحات المطر الأمامية، فانتبه! فإنها قائد/قائدة المركبة نيته/نيتها الانعطاف بالسيارة نحو اليسار.

إذا رأيت امرأة/فتاة فاتنة ومتبرجة تقود سيارتها، وفجأة تدافعت سيارات بعض الشباب خلفها، فانتبه! فإن الفتاة قد تكون مستهدفة/ضحية/مستعرضة لمفاتنها وتتعرض لنوع من المغازلة، وقد تكون مغازلة من كلا الطرفين لبعضهما البعض. فكن حذرًا، وتجنب تلك السيارات، وابتعد عن الموقع؛ لأن التسارع والسرعة للمركبات ستتفاوت بشكل دراماتيكي ومستفز، وقد يحدث حادث تصادم.

إذا رأيت امرأة كبيرة في السن/رجل كبير في السن تقود/يقود سيارتها/سيارته، فانتبه! فإن المرأة المسنة/الرجل المسن قد يعاني من بعض الأمراض المزمنة، أو ضعف في البصر، أو ضعف في السمع، أو عمى ألوان. فكن حذرًا، واترك مسافة عن سيارته/سيارتها، أو تجاوز الموقف بأسرع ما يمكنك.

إذا لاحظت عدم الالتزام بالمسار من قبل قائد المركبة الأخرى، تارة أحدهم ينحرف يمينًا وتارة شمالًا، فلا تتردد بإطلاق البوق لتنبيهه، والإيحاء له بضرورة إمساكه للمقود، وتجاوز مكان تلك المركبة عند أقرب فرصة.

بعض السائقين المراهقين وبعض السائقات المراهقات يُستحسن إفساح الطريق لهم، وتفادي التماس معهم، والإعراض عن توجيه أي نصح لهم/لهن. فبعض منهم/منهن قد لا يكون متربيًا جيدًا، وقد يتجاوز في تطاوله بأن يصدمك أو يصدم سيارتك. وإن كان ولا بد من التحدث معه، فوثّق الحدث من البداية لتقديمه كدليل للجهات الرسمية عند التقاضي.

سلوك قائد المركبة بناءً على الجنسيات:

1- أبناء مناطق شبه القارة الهندية:

السائق الهندي/البنغالي في الخليج العربي يطغى على الأغلب منهم الخوف والارتباك والتردد عند القيادة. وقد يجعلونك تصدمهم أو يدفعونك لتصدم غيرهم؛ بسبب أنماط قيادتهم للسيارة غير المهنية البتة. فالأغلب منهم يقود السيارة بسرعة متدنية جدًا في شارع مخصص للسرعات العالية وبين المدن. وشخصيًا، أُطالب بإصدار قانون مروري يعاقب كل سائق يقود مركبته بسرعة أقل من 70% من الحد الأقصى المسموح به نظامًا في المسار الأيسر. فمن غير المعقول أن تقود أنت مركبتك في طريق السرعة المسموح بها 120 كم/س وتصادف أمامك مركبة يقودها سائقها بسرعة أدنى من 80 كم/س، وهو ممسك بالخط الأيسر من الطريق المخصص للتجاوز.

2- بعض مواطني شمال أفريقيا ويطغى عليهم شمال شرق أفريقيا:

وهم أصحاب فئات سلوكية مختلفة في قيادة السيارات بين الجيد والرديء. ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة أن بعضهم يفتعل حوادث سيارات عند الدورات والتقاطعات مع الفتيات والمسنين؛ بهدف الابتزاز العاطفي، أو استحصال أموال نقدية كتسوية خارج نطاق الإجراءات، وخارج نطاق التأمين للسيارة، أو حتى التعارف مع الجنس الآخر. ننصح بالحزم وتوثيق الأحداث باستخدام جهاز الكام داش لتوثيق الأحداث وحفظ الحقوق. وأقترح عمل سجل رسمي لكل وافد يشمل كل سلوكه ويوثق أي سلوك يستغل أو يبتز النساء وكبار السن في أي معترك حياتي، بما في ذلك التنقل بالسيارة أو التوظيف أو العمل أو خدمات الصيانة.

3- قائد المركبة الأوروبي والشمال الأمريكي:

ليس لهم تكتل بشري كبير وملموس في معظم المدن باستثناء المدن الكبرى. إلا أن هناك حضورًا متواضعًا لهم في بعض المدن الصناعية والإدارية، وهم الأكثر التزامًا بالقواعد المرورية، إلا إذا اشتبهت بأن قائد المركبة متعاطٍ شيء محظور كالخمور. فكن حذرًا، ولا تتردد بإبلاغ موظفي الجهات الرسمية للحفاظ على الأرواح، ووثّق بالفيديو السلوك القيادي كدليل قاطع.

سق مركبتك بذكاء

في كثير من المدن حول العالم، يكسر قائدو السيارات قواعد المرور؛ بسبب خططهم لعمل اختصارات في الطريق، أو الاستعجال لإدراك موعد/حدث/شيء ما. وهذا الأمر حتمًا سبب ويسبب عددًا ليس بالقليل من الحوادث المرورية. وعليه، أقول: حيثما تكون وتسافر وتتنقل، سق بذكاء، وتنبأ بسلوك الآخرين لتجنب سوء أفعالهم.

استخلاص العبر

كثيرة هي الأفلام التثقيفية ومقاطع الفيديو التعليمية والتوعوية المخصصة لتغطية أنواع السلوك وأساليب تجنب الحوادث المرورية، إلا أنه قليل من الناس من يستخلص العبر بعد مشاهدتها، ويطبقه في حياته العملية.

ختامًا

أتمنى رفع سن استصدار رخص القيادة إلى سن 21 سنة للمواطنين والمواطنات. وأتمنى حجب حق القيادة، وإيقاف رخص القيادة لعدد من السنين لأي سائق مستهتر كعقوبة له. كما أتمنى إخضاع كل العمالة الوافدة التي تريد استحصال رخص قيادة للمركبات لإجراءات واختبارات ميدانية متعددة، وكذلك إدراجهم في دورة القيادة الدفاعية؛ لتحسين أنماط قيادتهم للمركبات داخل وخارج المدن.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
حسن آل يعقوب
14 / 7 / 2025م - 8:20 م
بعض التعميمات في المقال كانت قاسية شوي خصوصا على جنسيات معينة. نحتاج ننتقد السلوك مو ننسبه لبلد أو أصل.
2
أمجد
[ صفوى ]: 14 / 7 / 2025م - 9:12 م
مقال ممتاز لكن تمنيت في بأرقام أو دراسات تدعم الفرضيات اللي قدمها الكاتب عن السائقين بحسب الجنس أو الجنسية.
3
عبدالمحسن آل هاشم
[ الأوجام ]: 14 / 7 / 2025م - 10:25 م
استخدام كاميرات التوثيق ذكية وضرورية في هالزمن