أثرها نور
يتبسم فيها أي وجهٍ حزين، تعطي أملًا وشعورًا بالتفاؤل الإيجابي، تُورِّد وتين كل قلبٍ لم يرتوي بالحب إنها الكلمة، إنها سحرٌ وابتهاجٌ للروح.
في دوّامة الحياة، نقع كثيرًا في مطبّاتٍ وعراقيل تُربكنا وتُفقدنا توازننا يتحوّل الإنسان خلالها إلى نسخةٍ مُحبَطة من ذاته، يواجه كل شيءٍ بصمتٍ مرهق، يخفي خلف ابتسامته مشاعر الانكسار، وفي داخله نداء خافت وكأنه يقول أريد الأمان والاطمئنان.
وقد لا نملك الوقت لنمشي معهم في كل طريق، لكننا نملك الكلمة التي تشبه بلسمًا خفيًا، يُرمم الشقوق المتصدعة في القلب، ويُعيد لصاحبها شيئًا من ذاته التي كادت أن تضيع وتحزن.
حين نقول: أنا بجانبك أنا أستمع إليك، أنا هنا لأُسندك فنحن لا نواسي فقط، بل نمنحهم شعورًا بالطمأنينة والانتماء وعندما نقول: أنت قوي أنت تستطيع فنحن لا نعبّر عن رأي فقط، بل نزرع بذور الأمل والثقة في قلوبهم.
الكلمات الطيبة لا تكلّف شيئًا، لكنها تصنع الكثير قد تغيّر مسار يومٍ بأكمله، وقد تنتشل أحدهم من هاوية الحزن، وقد تُحيي قلبًا ظن أن لا أحد يراه أو يسمعه ويفهمه.
في زمن ازدادت فيه القلوب ازدحامًا والآذان ازدادت انشغالًا صارت الكلمة الطيبة نادرة، لكنها حين تُقال، تضيء كأنها نورٌ منبعث من روح إلى روح.
فلنكن ممن يُضيئون الطريق للآخرين بكلماتهم فربما كانت كلمة منك هي كل ما يحتاجه أحدهم ليقف من جديد.
قلوب البشر لا تنسى من خفّف عنها ولو بكلمة.
وبين كل هذا الزحام، لا تنسَى أن أثرها نور.