آخر تحديث: 30 / 7 / 2025م - 10:54 م

من الذاكرة.. الشيخ أحمد الخميس رحمه الله

كميل السلطان

مثَّلت شخصية الراحل الشيخ أحمد بن الخميس رحمه الله - أو ابن خميس كما اشتهر به في أوساطنا - علامة فارقة؛ إذ كان له حضور مميز ولافت بطرحه المتزن على المنبر الحسيني، حيث عُرِف بفصاحته وحسن حديثه. في كل مرة يرتقي المنبر، يتزاحم الناس للوفود والاستفادة من ذلك الطرح الهادف، خصوصًا وأن تلك الحقبة كانت تندر ويقل فيها الخطباء على مستوى الشيخ أحمد. استطاع الشيخ أحمد الخميس أن يترك بصمته سريعًا في ذاكرة الكثير من الأحسائيين من حيث الأسلوب والثقافة والوعي الذي نشره بأسلوبه الخاص الذي لم يتمكن أحد من مجاراته.

أتذكر كلمة لأحد المهتمين باللغة والأدب قالها مرة بعد فراغ الشيخ من خطابه، وهو يستمع للشيخ لأول مرة، قال بأنه لم يستطع أن يجد خطأ لغويًا أو نحويًا في خطاب الشيخ. والحقيقة هو ما قاله؛ إذ إن الشيخ - رحمه الله - لم يخطئ في تلاوة آية كريمة، بل إنه لم يلحن في حديثه، فلم يرفع منصوبًا، ولم ينصب مرفوعًا. والحق أن الكلام مباشرة باللغة العربية أمر لا يستهان به، وقد نجد كثيرًا من الخطباء من يخطئ لغويًا في الكلام، وهو أمر باعتقادي وارد حتى على الضالعين في اللغة، فلا مجال للمراجعة والتعديل أثناء الحديث. ولكن الشيخ - رحمه الله - كان يمتلك حسًّا لغويًا عاليًا مكنه من الخطابة باقتدار، فملك بذلك عقول وألباب المستمعين له.

شخصيًّا، تشرفت بلقاء الشيخ أحمد بن خميس كثيرًا خلال زياراته لوالدي رحمهما الله. كثير من الأحسائيين يحملون في ذاكرتهم الكثير من المحبة للراحل، فقد ملأ جزءًا كبيرًا من ذاكرتهم. أتقدم لذوي الفقيد ولأهالي سيهات بأحر التعازي بفقدنا قامة كبيرة كشخصية الراحل ابن خميس رحمه الله.