آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 2:00 ص

ظِلُّ الجَوانِحِ والندوب

عماد آل عبيدان

ظِلُّ الجَوانِحِ والندوب

‏ما عادَ فيَّ رجاءٌ.. كُلُّهُ سَفَرُ
‏فَهَل يعودُ جَناحُ الطيفِ، والذِّكَرُ؟

‏تَهوي الملامحُ في مرآةِ غربتها
‏وَيُخْنَقُ النبضُ، والأشباحُ تَندَثِرُ

‏هل كُنتُ نفسي أنا؟ أم ظلَّ خيبتِها؟
‏كأنني طيفُ من كانوا، ومن عَبَرُوا

‏عُمري غُبارُ مجازٍ في مدى ولهي
‏تغتالُني فيه أشواقٌ وتَنْصَهِرُ

‏عن مُقْلَتَيَّ تَوَارَوا في البعيدِ، وما
‏سِوَى الدُّموعِ على خَدَّيَّ تنهمرُ

‏أشتاقُهمْ وَتَراً، يُجتاحُنِي سَقَمًا!
‏إِنَّ الجَمالَ إِذا ما اجتاحَكَ الوَترُ!

‏كلُّ الزوايا سكونٌ، لا يُحادثُني
‏سوى جدارٍ بكى، والضوءُ يَنفَجِرُ

‏لمّا أتى الطفُّ، كم أغرى الحنينَ دَمٌ
‏وفي فؤاديَ نورُ الطفِّ مُنحَدِرُ

‏أَطْوِي السَّماءَ، وما شيءٌ ليُبصِرَني
‏غيرُ القميصِ، وفيه الطهرُ مُزدهِرُ

‏سِربُ الطيورِ التي من وجْدِها نَزَفَتْ
‏هامَتْ على التيهِ.. لا مأوى ولا وَكَرُ

‏أنا الذي لم أزلْ مذ كنتُ في رَحِمٍ
‏أسيرُ نحوَكَ.. في دربٍ لهُ بَصَرُ

‏ناديتُ والليلُ في أعماقهِ وهجٌ
‏«يا أيها السرُّ.. هل لي للهُدى قَدَرُ؟»

‏ناديتُ: موعدُنا ألا نُهادِنَهم
‏وأن يُقَامَ على أشلائنا الأثَرُ

‏تَجثو السكينةُ، والأطلالُ شاهدةٌ
‏كأنّ في الطينِ والأنفاسِ مُسْتَتَرُ

‏سجّادُ، وانفطرتْ منكَ الجوانحُ، في
‏عَضِّ القيودِ، وفيكَ الصبرُ مُنتَصِرُ

‏قال: اصبروا، فالهوانُ اليومَ في ألمٍ
‏لكنْ على نورهِ الإيمانُ يَفتَخِرُ

‏أنا الحزينُ، ولكنْ في دَمِي وطنٌ
‏كم غربةٍ ولها من مَوْطِنٍ سُوَرُ!

‏إنّي ظِلالُ فداءٍ لا يزولُ صدىً
‏مِن دونِهِ يَسقُطُ المعنى ويَحتَضِرُ

‏حُسينُ باقٍ، وإن غابتْ ملامحُنا
‏يبقى السؤالُ: وهل للنورِ مُعتَذَرُ؟