آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 2:00 ص

هوَ

حبيب المعاتيق *

هوَ

هو ذا
يَضيقُ عليهِ جِلبابُ الأسى شيئًا
ويَكبرُ في الحقيقةِ ظِلُّهُ

هو ذاكَ
أكثَرُ مِن دُموعِ العالمينَ أَقَلُّهُ

هو ذلكَ المعنى الكبيرُ على التأمُّلِ
بَعضُهُ في الحُبِّ أن يُبكى عليهِ
وكُلُّهُ…
اللهُ أَعلَمُ كيفَ يُحسبُ كُلُّهُ

هو ذلكَ الطّفلُ
الذي يَلهو على كَتفِ النبيِّ
تَنَكَّرَتهُ الريحُ في البيداءِ
لما أن تَغَيَّرَ من أذى لَفحِ الرّمالِ ومِن لَظى الظّمَءِ المُبرِّحِ شَكلُهُ

هو ذلكَ الخَدُّ الذي يَغفو على لُعزِ الخلودِ
تَخَبَّأَ تحتَ شيبتِهِ الخَضيبَةِ حَلُّهُ

هو
كِدتُ أَعرِفُ
مُذ أَظَلَّ رَواحِلَ الأحرارِ في الدنيا
لماذا ماتَ لا شيءٌ على حَرِّ الهَجيرِ يُظِلُّهُ

هو
كِدتُ أَفهَمُ
أن يُعَبِّئَ كلَّ غيماتِ الإبَا
فإذا اطْمَأنَّ لمائِها
ما عادَ يَعبَأُ أن يموتَ على ظَمَاهُ
ولا سَماءَ تُبِلُّهُ

هو أن تَضيقَ عليهِ في الطفِّ الجِهاتُ
وتَفتَحُ العُشّاقُ أبوابَ الضمائرِ،
أينما يمَّمتَ مُهجَةَ ثائرٍ
فَمَحِلُّهُ