من أحب الإمام الحسين (ع) أحبه الله
الحب هو أسمى المشاعر التي عرفها الإنسان، فهو ليس مجرد ميل أو عاطفة، بل هو قوة داخلية تُنعش الروح وتُحيي القلب. بالحب نرى الجمال في الأشياء، ونتجاوز الكثير من آلام الحياة، لأنه يمنحنا الأمان والانتماء والدفء.
الحب هو الصدق في المشاعر، والوفاء في الغياب، والاهتمام بلا طلب، والعطاء بلا حدود. قد يكون حباً لله، حباً للوطن، حباً للوالدين، أو حباً لشخص يُلهمنا ويجعلنا أفضل.
وقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ ورسوله وأهل البيت صلوات الله عليهم، بالمحبة في مواطن كثيرة منها ما جاء في قوله تعالى:
﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ . [التوبة 24].
ولقد حثنا رسول الله الأعظم ﷺ، على المحبة إذ قال في ما روي عنه:
”أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله تعالى“.
وقال أيضا: ”ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه“.
إذاً حب الإمام الحسين ليس مجرد عاطفة، وإن كانت العاطفة الصادقة هي من الأمور التي يحث عليها الشرع الشريف، بل حب الإمام هو موقف إيماني ومبدأ إنساني. فالإمام الحسين
، سيد الشهداء، هو رمز للحق، والعدل، والكرامة، وقد تجسدت في نهضته كل معاني التضحية والإخلاص في سبيل الله.
وورد عن رسول الله ﷺ: ”حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط“. بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 43 ص 271 نقلا عن إعلام الورى.
وهذا الحديث الشريف يختصر عظمة الحسين ، ويربط محبته بمحبة الله، فمن أحب الحسين بصدق، أحب الحق، ورفض الظلم، وسار على طريق الطهر والإيمان،
- لأن: الإمام الحسين ضحى بنفسه وأهله وأصحابه لأجل بقاء الإسلام، فكان حبُّه حباً لأجل ما ضحَّى من أجله.
- ولأنه: وقف بوجه الطغيان، ورفض المساومة على الدين، فصار رمزًا لكل من يريد أن يعيش بحرية وكرامة.
- ولأن دموعنا عليه، ومواساتنا له، واستلهامنا من كربلاء، تقرِّبنا من الله تعالى وتطهِّر قلوبنا.
فمحبة الإمام الحسين لا تتوقف عند موسم أو مناسبة أو شهر محرم فقط، بل هي نبض دائم، يُلهمنا الصبر، ويُعلِّمنا كيف نواجه الحياة بثبات، ونختار مواقفنا بشرف على مر السنين.
من أحب الإمام الحسين ، أحبه الله، لأنه أحب من أحبَّه رسول الله، ووقف مع الحق، وبكى للإنسانية، ومشى على درب النور والهداية.
”السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين“.